في ليله عشق
في ليلة عشق صيفيه
في لحظة حزن وحشية
ما أجمل أن أجد امرأة
في ساعة ضيق
تشرق كالفجر علي العينين
فيغمرني شلال بريق
تتقاسم حزني كالأطفال فألقاها
بيتا وحنانا وأمانا ووفاء صديق
أتقاسم معها أيامي
خبز الترحال. كؤؤس الفرح
شموخ الحلم
وتؤنسني في كل طريق
تصبح بركانا حين تثور
ونهر حنان حين تفيق
تنتشل يقيني من شكي
وتخلص عمري من سأمي
وتمد يديها خلف الموج
وتحملني أشلاء غريق
حواء تحبك سلطانا
تتهادي بين الحراس
وتريدك وجها قناصا
تتواري منك الأنفاس
وتريدك نهرا وسحابا
وتريدك فرحا وعذابا
وتريد الملهي والقداس
ما أجمل أن تجد امرأة
تمنحك الأمن مع الإحساس
ما أجمل أن تجد امرأة
تتلاشي فيك وتسكنها كطيور النهر
وتراها ترقص فوق الموج
كأغنية عانقها البحر
تخفيك ضياء في العينين
وتسمعها كدعاء الفجر
وتخاف عليك من الدنيا
ومن الأيام وغدر الدهر
في ليلة حزن وحشية
ما أجمل أن تجد امرأة
توقظ أفراحا منسيه
وتعيد ليالي ورديه
في رحلة عمر مكتوبه
أجلس أحيانا في سأم
أنظر في كأس مسكوبه
قطرات قد بقيت فيها
ما عادت كأسي مرغوبه
أجد الأحلام تراوغني
تبدو أحيانا مصلوبه
تبدو أحيانا مغلوبه
ما أسوأ أن تلقي زمنا
بعيون ثكلي. مثقوبه
زمن الأشياء المقلوبه
زمن بهمومي يتسلي
وربيع زهور قد ولي
في عيني لؤلؤة نامت
والكون شموع تتدلي
ما أجمل أن تجد امرأة
بدرا بسمائك يتجلي
في ليلة عشق صيفيه
*********************************************
عوده انبياء
عطرٌ ونورٌ في الفضاء
والأرضُ تحتضنُ السماء
والشمسُ تنظرُ بارتياح للقمر
والزهرُ يهمسُ في حياءٍ للشجر
والعطرُ تنشُره الخمائلُ
فوق أهداب الطيور
والنجمُ في شوق تصافحه الزهور
ضوء يلوح من بعيد
الأرضُ صارت في ظلامِ الليلِ
لؤلؤةً يعانقها ضياء
والناسُ تُسرعُ في الطريق
صوتٌ يدندن في السماء
الآن، عاد الأنبياء
هذا ضياء مُحمدٍ
ينسابُ يخترقُ المفارقَ والجسور
عيسى وموسى والنبيُ محمدٌ
عطرٌ من الرحمنِ في الدنيا يدور
هذي قلوب الناسِ تنظرُ في رجاء
أتُرى يعودُ لأرضنا زمنُ النقاء؟
أهلاً بنور الأنبياء
موسى يداعبُ زهرةً
ثكلى.فينتبه الرحيق
الزهرة الخرساءُ تهمسُ: مرحباً
يا أنبياءَ الحقِّ قد ضاع الطريق
الزهرةُ الخرساءُ تهتف في ذهول: يا أنبياءَ الله
يا من ملأتم بالضياء قلوبنَا
يا من نثرتم بالمحبةِ دربنا
بالقلب أحزانٌ وشكوى تختنق
وربيع أيامٍ يموتُ. ويحترق
فالأرضُ كبلها الضلال
تاه الحرامُ مع الحرام مع الحلال
والخوفُ يعبثُ في النفوس بلا خجل
والفقرُ في الأعماقِ يغتالُ المنى
ماذا يفيدُ العمرُ لو ضاعَ الأمل؟
الأرضُ يا موسى تضجُ من الجماجمِ والسجون
أطفالنا عرفوا المشانقَ
ضاجعوا الأحزانَ
في زمن الجنون
والشمس ضلت في الشروقِ طريقَهَا
فهوت على شطِّ الغروب
وتأرجحت وسط السماء
ما بين شرقٍ جائرٍ
ما بين غربٍ فاجرٍ
الشمسُ تاهت في السماء
ما عاد فيكِ مدينتي شيءٌ ليمنحنا الضياء
فالليل يحملُ كالضلالِ سيوفه
وبحارُنا صارت دماء
من ينقذ الشطآن من هذي الدماء
في كل ليل داكنِ الأشباح تنتحرُ القلوب
في كلِّ يوم تسخرُ الأحلامُ من زمنٍ كذوب
في كل شبر
من ترابِ الأرضِ أحلامٌ تذوب
قالوا لنا يوماً
بأن الأرض كانت للبشر
موسى بربكَ هل ترى في الأرضِ
شيئاً. كالبشر؟
عيسى رسول اللهِ
يا مهد السلام
هذي قبورُ الناسِ
ضاقت بالجماجم والعظام
أحياؤنا فيها نيام
وعلى جبين اليأسِ
مات الحبُ وانتحر الوئام
الحقُ مصلوبٌ مع الأنفاسِ في دنيا الدجل
والحبُ في ليل الدراهمِ
والمخابئ والمباحثِ لم يزل
يشكو زماناً يُسحق الإنسانُ فيه بلا خجل
أهلاً رسول اللهِ
يا خير الهداةِ الصادقين
أنا يا محمدُ قد أتيتكَ
من دروب الحائرين
فلقد رأيتُ الأرضَ
تسكرُ من دماء الجائعين
والناسُ تحرقُ في رفاتِ العدلِ
ماتَ العدل فينا من سنين
أنا يا رسولَ الله طفلٌ حائرٌ
من يرحم الآباءَ من يحمي البنين؟
الناسُ تأكلُ بعضَها
هذي لحومُ الناسِ نأكلها ونشرب خلفها
دمعَ الحيارى المتعبين
رفقاً رسولَ اللهِ لا تغضب فهذا حالُنا
فلقد عَصينا الله في زمنٍ حزين
ماذا تقولُ إذا سرقتُ الناس خبّرني
وطيفُ الجوع يقتل طفلتي؟
وأنا أموتُ على الطريقِ وحوله
يسري اللصوصُ وهم سكارى
من بقايا مهجتي؟
بالله خبرني رسول اللهِ
أين بدايتي. ونهايتي؟
أتُرى أعيشُ العمرَ مصلوبَ المنى؟
أنا يا رسول اللهِ
لم أعرف مع الدجل الرخيص حكايتي
ماذا أكونُ؟ ومن أكونُ؟ أمام قبر مدينتي
وأموتُ في نفسي. أموت
وأموتُ في خوفي. أموت
وأموت في صمتي. أموت
أنا يا رسول الله أحيا كي أموت
قالوا بأن الموت موتٌ واحدٌ
وأمام كل دقيقة قلبي يموت
قلبي رسول الله في جنبي يموت
ماذا أقول وقد رأيتُ الأرضَ تفرحُ
بالمعاصي والذنوب؟
ماذا أقولُ وعمري الحيرانُ
يطحنه الغروب؟
والحبُ في قلبي يذوب
آهٍ رسولَ الله من أيامنا
فلقد رأيتَ بنورِ قلبكَ حالنََا
يا منصف الأحياءِ والموتى
ويا نوراً أضاء طريقنا
لا تترك الأحزانَ ترتعُ بيننا
الشمسُ تصعدُ للسماء
والزهرُ يخنقه البكاء
والليل ينظرُ في دهاء
عاد الظلامُ مدينتي ما كنتِ يوماً. للضياء
الآن يرحلُ عنكِ نور الأنبياء
النورُ يخترقُ السماء
يمضي بعيداً ، ويح قلبي ليته ما كان جاء
يوماً رأت فيه القلوبُ
بشيرَ صبحٍ عانقت فيهِ الرجاء
يا أنبياءَ الله
لا تتركوا الأرضَ الحزينةَ للضياع
لا تتركوا الأرض الحزينة للضياع
يا أنبياء الله
يا من تريدون الوداع
يا من تركتم للظلام مدينتي
قبل الرحيل تنبهوا
الأرض تمشي للضياع
الأرض ضاعت. في الضياع
********************************************
وعادت سفينه احلام
عادت إلى شط الأمان سفينتي
وتراقص الموج الحنون
على حنايا. ضفتي
كم جفت الأمواج في قلبي
وفاضت دمعتي
ومضيت أنتظر السفينة
كي تعود. بفرحتي
ونزفت من قلبي دموع الحزن تملأ مهجتي
حتى رأيت المارد العملاق
يعبر يستعيد. كرامتي
وتعانق الدم والمياه
على مشارف جبهتي
وبقيت شامخة مع الأيام أروي قصتي
وسمعت صوت الله يعلو في سماء مدينتي
الآن قد بدأت مسيرتكم بنور هدايتي.
اليوم عاد الموج يرقص
في الحنايا مشرقا بين الضياء
وسفينة الأحلام عادت
تحمل البشرى وتأتي بالرخاء
سأظل يا تاريخ معجزة السماء
فأنا قناة المجد يا تاريخ هدى الأشقياء
أنا أم كل الحائرين مع القدر
كم بين أحضاني رعيت الناس أكرمت البشر.
من زارني يوما يعود. وإن تمادى في السفر
أترى سننسى من أضاءوا الدرب يوما. والحياة؟
فلقد أعادوا السيف للأمل الذي قطعت يداه
ولقد أعادوا النبض للقلب الذي تاهت خطاه
عبروا من اليأس العقيم إلى غد يهفو. ضياه
ورأيت كل الأرض تهتف. ها هموا عبروا
لكي تحيا الحياة
الآن عاد الراحلون لأرضهم
وتعانقوا بين الدموع.
كم من سنين العمر ذابت
بين خفقات الضلوع
قد علمونا اليأس يوما والخضوع
قد أرغمونا أن نقول (نعم) ترددها الجموع
واليوم عاد الفجر يملأ بيتنا
لا تتركوه لكي يضيع.
لا تتركوا القضبان تقتلكم بنوبات الصقيع.
فلقد أعدتم بعد طول اليأس أحلام الربيع
الناس لا تخشى النهار
من قال إن النور يأتي بالدمار
الخوف دوما لا يجيء مع النهار
قد علمونا الخوف. إذ كنا صغار
قد صنفونا في الحياة. هنا اليمين. هنا اليسار.
لا تتركوا الأقزام تخدعكم بفكر مستعار
أوتجعلوا الأمس الحزين يعود في ذكرى. شعار.
لا تتركوا الليل الرهيب يعود يغتال النهار.
********************************************
لا انت انت. ولا زمان هو زمان
أنفاسنا في الأفق حائرة.
تفتش عن مكان
جثث السنين تنام بين ضلوعنا
فأشم رائحة
لشيء مات في قلبي وتسقط دمعتان
فالعطر عطرك والمكان. هو المكان
لكن شيئا قد تكسر بيننا
لا أنت أنت. ولا الزمان هو الزمان
عيناك هاربتان من ثأر قديم
في الوجه سرداب عميق.
وتلال أحلام وحلم زائف
ودموع قنديل يفتش عن بريق.
عيناك كالتمثال يروي قصة عبرت
ولا يدري الكلام
وعلى شواطئها بقايا من حطام
فالحلم سافر من سنين
والشاطئ المسكين ينتظر المسافر أن يعود
وشواطئ الزمان قد سئمت كهوف الإنتظار
الشاطئ المسكين يشعر بالدوار.
لا تسأليني.
كيف ضاع الحب منا في الطريق؟
يأتي إلينا الحب لا ندري لماذا جاء
قد يمضي ويتركنا رمادا من حريق.
فالحب أمواج. وشطآن وأعشاب.
ورائحة تفوح من الغريق
العطر عطرك والمكان هو المكان
واللحن نفس اللحن
أسكرنا وعربد في جوانحنا
فذابت مهجتان
لكن شيئا من رحيق الأمس ضاع
حلم تراجع.! توبة فسدت! ضمير مات!
ليل في دروب اليأس يلتهم الشعاع
الحب في أعماقنا طفل تشرد كالضياع
نحيا الوداع ولم نكن
يوما نفكر في الوداع
ماذا يفيد
إذا قضينا العمر أصناما
يحاصرنا مكان
لم لا نقول أمام كل الناس ضل الراهبان؟
لم لا نقول حبيبتي قد مات فينا. العاشقان؟
فالعطر عطرك والمكان هو المكان
لكنني.
ما عدت أشعر في ربوعك بالأمان
شيء تكسر بيننا.
لا أنت أنت ولا الزمان هو الزمان
**************************************
كان لي قلب
دنياي!
أنفاس الشتاء تهزني
ويضيق صدري
من سحابات الدخان
ويخيفني شبح الزمان.
فمدينة الأحزان تقتلني.
لا شيء فيها. لا حياة. و لا أمان
وأنا بها شيء من الأحزان
يمضي علي العمر وحدي في السكون
يوم مع الآلام يمضي في مدينتنا وآخر. للجنون
القلب يا دنياي يقتله الجليد
لا شيء في عمري جديد
لو كنت أرجع مرة
وأشم عطر مدينتي قبل الزفاف
كانت طهارتها تشع النور في هذي الضفاف
يا ليتني يوما أراها في ثياب حيائها
لكنها. قتلت جنين الحب في أحشائها
ومضت تعيش حياتها بين الذئاب
وعلى ضفائر شعرها نام العذاب
وبجلدها الفضي أنفاس وعطر. واغتصاب
وزوابع الصيف الحزين
تجيء حبلى بالتراب
ومدينتي الحيرى بقايا. من شباب
وأمام دخان المدينة
صار قلبي. يحترق
تتعثر الأنفاس في صدري.
وصوتي يختنق
وأعود أذكر قريتي
كم كان طيف الحب يملأ مهجتي.
وأنامل الأشواق كم عزفت لشدو طفولتي.
وجدائل الصفصاف كم نظرت إلينا في الخفاء
وحياؤها الفطري يمنعها
وتجذبها حكايات اللقاء
يا ليتني يوما أعود لقريتي.
الناس فيها كالطيور الراحلة
يمشون في صمت وينسون السفر.
ويداعبون الليل والأغصان. في ضوء القمر
فيهم وفاء الطيبين المخلصين من البشر
أما أنا. قد كان لي قلب
وضاع على الطريق
وغدوت فيك مدينتي مثل الغريق.
ومضيت في الطرقات أحكي قصتي.
قد كان لي قلب يعيش الحب طفلا
مثله مثل البشر
قد كان لي وتر مع الأحزان ينسيني.
وحطمت الوتر
قد كان لي أمل تبعثر في الليالي. واندثر
قد كان لي عمر ككل الناس.
ثم مضى العمر
ماذا أقول؟! *
*************************************
كان لي قلب
دنياي!
أنفاس الشتاء تهزني
ويضيق صدري
من سحابات الدخان
ويخيفني شبح الزمان.
فمدينة الأحزان تقتلني.
لا شيء فيها. لا حياة. و لا أمان
وأنا بها شيء من الأحزان
يمضي علي العمر وحدي في السكون
يوم مع الآلام يمضي في مدينتنا وآخر. للجنون
القلب يا دنياي يقتله الجليد
لا شيء في عمري جديد
لو كنت أرجع مرة
وأشم عطر مدينتي قبل الزفاف
كانت طهارتها تشع النور في هذي الضفاف
يا ليتني يوما أراها في ثياب حيائها
لكنها. قتلت جنين الحب في أحشائها
ومضت تعيش حياتها بين الذئاب
وعلى ضفائر شعرها نام العذاب
وبجلدها الفضي أنفاس وعطر. واغتصاب
وزوابع الصيف الحزين
تجيء حبلى بالتراب
ومدينتي الحيرى بقايا. من شباب
وأمام دخان المدينة
صار قلبي. يحترق
تتعثر الأنفاس في صدري.
وصوتي يختنق
وأعود أذكر قريتي
كم كان طيف الحب يملأ مهجتي.
وأنامل الأشواق كم عزفت لشدو طفولتي.
وجدائل الصفصاف كم نظرت إلينا في الخفاء
وحياؤها الفطري يمنعها
وتجذبها حكايات اللقاء
يا ليتني يوما أعود لقريتي.
الناس فيها كالطيور الراحلة
يمشون في صمت وينسون السفر.
ويداعبون الليل والأغصان. في ضوء القمر
فيهم وفاء الطيبين المخلصين من البشر
أما أنا. قد كان لي قلب
وضاع على الطريق
وغدوت فيك مدينتي مثل الغريق.
ومضيت في الطرقات أحكي قصتي.
قد كان لي قلب يعيش الحب طفلا
مثله مثل البشر
قد كان لي وتر مع الأحزان ينسيني.
وحطمت الوتر
قد كان لي أمل تبعثر في الليالي. واندثر
قد كان لي عمر ككل الناس.
ثم مضى العمر
ماذا أقول؟!
**********************
في رحاب حب
جعلتك كعبة في الأرض يأتي
إليك الناس من كل البقاع
وصغت هواك للدنيا نشيدا
تراقص حالما مثل الشعاع
وكم ضمتك عيناي اشتياقا
وكم حملتك في شوق ذراعي
وكم هامت عليك ظلال قلبي
وفي عينيك كم سبحت شراعي
رجعت لكعبتي فوجدت قبرا
وزهرا حوله تلهو الأفاعي
عبدتك في الهوى زمنا طويلا
وصرت اليوم أهرب من ضياعي
****************************
طيفٌ نُسميه حنينْ
"إلى أمى. وكل أم. فى عيد الأم"
فى الركن ِ يبدو وجهُ أمى
لا أراهُ لأنه
سكنَ الجوانحَ من سنينْ
فالعينُ إن غفلتْ قليلا ً لا ترى
لكن من سكنَ الجوانحَ لا يغيبُ
وإن توارى. مثلَ كل الغائبينْ
يبدو أمامى وجهُ أمى كلما
اشتدتْ رياحُ الحزن ِ. وارتعدَ الجبينْ
الناسُ ترحلُ فى العيون ِ وتختفى
وتصيرُ حزنـًا فى الضلوع ِ
ورجفة ً فى القلبِ تخفقُ. كلَّ حينْ
لكنها أمى
يمرُ العمرُ أسكنـُها. وتسكننى
وتبدو كالظلال ِتطوفُ خافتة ً
على القلبِ الحزينْ
منذ ُ انشطرنا والمدى حولى يضيق
وكل شىء بعدَها. عمرٌ ضنين
صارت مع الأيام ِ طيفـًا
لا يغيبُ. ولا يبينْ
طيفـًا نسميه الحنينْ.
***
فى الركن ِ يبدو وجهُ أمى
حين ينتصفُ النهارُ.
وتستريحُ الشمُس
وتغيبُ الظلالْ
شىءٌ يؤرقنى كثيرًا
كيف الحياة ُ تصيرُ بعد مواكبِ الفوضى
زوالا ً فى زوالْ
فى أى وقتٍ أو زمان ٍ سوف تنسحبُ الرؤى
تكسو الوجوهَ تلالُ صمتٍ أو رمالْ
فى أى وقتٍ أو زمان ٍ سوف نختتم الروايةَ.
عاجزينَ عن السؤالْ
واستسلمَ الجسدُ الهزيلُ. تكسرت
فيه النصالُ على النصالْ
هدأ السحاب ونام أطيافـًا
مبعثرة ًعلى قمم الجبالْ
سكنَ البريقُ وغابَ
سحرُ الضوء ِ وانطفأ الجمالْ
حتى الحنانُ يصير تـَذكارًا
ويغدو الشوق سرًّا لا يقالْ
فى الركن ِ يبدو وجهُ أمى
ربما غابتْ. ولكنى أراها
كلما جاء المساءُ تداعبُ الأطفالْ
***
فنجانُ قهوتها يحدقُ فى المكانْ
إن جاءَ زوارٌ لنا
يتساءلُ المسكِينُ أينْ حدائقُ الذكرى
وينبوع ُ الحنانْ
أينَ التى ملكتْ عروشَ الأرض ِ
من زمن ٍ بلا سلطانْ
أين التى دخلتْ قلوبَ الناس ِ
أفواجًا بلا استئذانْ
أينَ التى رسمتْ لهذا الكون
صورته فى أجمل ِ الألوانْ
ويصافحُ الفنجانُ كلَّ الزائرينَ
فإن بدا طيفٌ لها
يتعثرُ المسكينُ فى ألم ٍ ويسقط ُباكيًا
من حزنِه يتكسُر الفنجانْ
من يوم ِ أن رحلتْ وصورُتها على الجدرانْ
تبدو أمامى حين تشتدُ الهمومُ وتعصفُ الأحزانْ
أو كلما هلتْ صلاة ُالفجر فى رمضانْ
كل الذى فى الكون ِ يحملُ سرَّها
وكأنها قبسٌ من الرحمنْ
لم تعرف الخط َ الجميلَ
ولم تسافر فى بحور ِالحرفِ
لم تعرفْ صهيلَ الموج ِ والشطآنْ
لكنها عرفتْ بحارَ النور ِ والإيمانْ
أمية.
كتبتْ على وجهى سطورَ الحبِ من زمن
وذابتْ فى حمى القرآنْ
فى الأفق ِ يبدو وجهُ أمى
كلما انطلقَ المؤذنُ بالأذانْ
كم كنتُ المحها إذا اجتمعتْ على رأسى
حشودُ الظلم ِ والطغيانْ
كانت تلمُ شتاتَ أيامى
إذا التفتْ على عنقى حبالُ اليأس ِ والأحزانْ
تمتدُ لى يدُها بطول ِ الأرض ِ.
تنقذنى من الطوفانْ
وتصيحُ يا الله أنتَ الحافظ ُ الباقى
وكل الخلق ِ ياربى إلى النسيانْ
***
شاختْ سنينُ العمر ِ
والطفلُ الصغيرُ بداخلى
مازال يسألُ.
عن لوعةِ الأشواق ِ حين يذوبُ فينا القلبُ
عن شبح ٍ يطاردنى
من المهدِ الصغير إلى رصاصةِ قاتلى
عن فـُرقةِ الأحبابِ حين يشدُنا
ركبُ الرحيل ِبخطوهِ المتثاقل ِ
عن آخر ِ الأخبار ِ فى أيامنا
الخائنونَ. البائعونَ. الراكعونَ.
لكلِّ عرش ٍ زائل ِ
عن رحلةٍ سافرتُ فيها راضيًا
ورجعتُ منها ما عرفتُ. وما اقتنعتُ. وما سَلمتُ.
وما أجبتكَ سائلى
عن ليلةِ شتويةٍ اشتقتُ فيها
صحبة َ الأحبابِ
والجلادُ يشربُ من دمى
وأنا على نار ِ المهانةِ أصْطلى
قد تسألينَ الآن يا أماهُ عن حالى
وماذا جدَّ فى القلبِ الخلى ِ
الحبُ سافرَ من حدائق ِعمرِنا
وتغرب المسكينُ.
فى الزمن ِ الوضيع ِ الأهطـَل ِ
ما عاد طفلكِ يجمُع الأطيارَ
والعصفورُ يشربُ من يدى
قتلوا العصافيَر الجميلة َ
فى حديقةِ منزلى
أخشى عليه من الكلابِ السودِ
والوجهِ الكئيبِ الجاهل ِ
أينَ الذى قد كانَ.
أينَ مواكبُ الأشعاِر فى عمرى
وكل الكون ِ يسمع شدوها
وأنا أغنى فى الفضاءِ. وأنجْـلى
شاخَ الزمانُ وطفلكِ المجنونُ.
مشتاقٌ لأول ِ منزل ِ
مازالَ يطربُ للزمان ِ الأول ِ
"شىء سيبقى بيننا"."وحبيبتى لا ترحلى"
***
فى كلِّ يوم ٍ سوفَ أغرسُ وردة ً
بيضاءَ فوقَ جبينها
ليضىءَ قلبُ الأمهاتْ
إن ماتتْ الدنيا حرامٌ أن نقولَ
بأن نبعَ الحب ماتْ
قد علمتنى الصبرَ فى سفر ِ النوارس ِ.
علمتنى العشقَ فى دفء ِ المدائن ِ.
علمتنى أن تاجَ المرءِ فى نبل ِ الصفاتْ
أن الشجاعة َ أن أقاوم شـُح نفسى.
أن أقاوم خسة َ الغاياتْ
بالأمس ِ زارتنى. وفوق وسادتى
تركتْ شريط َ الذكرياتْ
كم قلتِ لى صبرًا جميلا ً
إن ضوءَ الصبح ِ آتْ
شاختْ سنينُ العمر ِ يا أمى
وقلبى حائرٌ
مابين ِ حلم ٍ لا يجىءُ.
وطيفِ حبٍ. ماتْ
وأفقتُ من نومى
دعوتُ الله أن يحمى
جميعَ الأمهاتْ.
********************************
غدا. نحب
جاء الرحيل حبيبتي جاء الرحيل.
لا تنظري للشمس في أحزانها
فغدا سيضحك ضوؤها بين النخيل
ولتذكريني كل يوم عندما
يشتاق قلبك للأصيل
وستشرق الأزهار رغم دموعها
وتعود ترقص مثلما كانت على الغصن الجميل
ولتذكريني كل عام كلما
همس الربيع بشوقه نحو الزهر
أو كلما جاء المساء معذباً
كي يسكب الأحزان في ضوء القمر
عودي إلى الذكرى وكانت روضة
نثر الزمان على لياليها الزهر؟
إن كانت الشمس الحزينة قد توارى دفؤها
فغدا يعود الدفء يملأ بيتنا
والزهر سوف يعود يرقص حولنا
لا تدعي أن الهوى سيموت حزنا. بعدنا
فالحب جاء مع الوجود وعاش عمرا. قبلنا
وغدا نحب كما بدأنا من سنين. حبنا
************************************
جاء سحاب بلا مطر
مازال يركض بين أعماقى
جواد جامح.
سجنوه يوما فى دروب المستحيل
ما بين أحلام الليالى
كان يجرى كل يوم ألف ميل
وتكسرت أقدامه الخضراء
وانشطرت خيوط الصبح فى عينيه واختنق الصهيل
من يومها.
وقوافل الأحزان ترتع فى ربوعى
والدماء الخضر فى صمت تسيل
من يومها.
والضوء يرحل عن عيونى
والنخيل الشامخ المقهور
فى فزع يئن. ولا يميل
ما زالت الأشباح
تسكر من دماء النيل
فلتخبرينى كيف يأتى الصبح
والزمن الجميل
فأنا وأنت سحابتان تحلقان
على ثرى وطن بخيل
من أين يأتى الحلم
والأشباح ترتع حولنا
وتغوص فى دمنا
سهام البطش. والقهر الطويل
من أين يأتى الصبح
والليل الكئيب على نزيف عيوننا
يهوى التسكع. والرحيل
من أين يأتى الفجر
والجلاد فى غرف الصغار
يعلم الأطفال
من سيكون منهم قاتل
ومن القتيل
لا تسألينى الآن عن زمن جميل
أنا لا أحب الحزن
لكن كل أحزانى جراح
أرهقت قلبى العليل
ما بين حلم خاننى
ضاعت أغانى الحب
وانطفأت شموس العمر
وانتحر الأصيل
لكنه قدرى
بأن أحيا على الأطلال
أرسم فى سواد الليل
قنديلا وفجرا شاحبا
يتوكآن على بقايا العمر
والجسد الهزيل
إنى أحبك
كلما تاهت خيوط الضوء عن عينى
أرى فيك الدليل
إنى أحبك
لا تكونى ليلة عذراء
نامت فى ضلوعى
ثم شردها الرحيل
إنى أحبك
لا تكونى مثل كل الناس
عهدا زائفا
أو نجمة ضلت وتبحث عن سبيل
داويت أحزان القلوب
غرست فى وجه الصحارى
ألف بستان ظليل
والآن جئتك خائفا
نفس الوجوه
تعود مثل السوس
تنخر فى عظام النيل
نفس الوجوه
تطل من خلف النوافذ
تنعق الغربان. يرتفع العويل
نفس الوجوه
على الموائد تأكل الجسد النحيل
نفس الوجوه
تطل فوق الشاشة السوداء
تنشر سمها
ودماؤنا فى نشوة الأفراح
من فمها تسيل
نفس الوجوه
الآن تقتحم العيون
كأنها الكابوس فى حلم ثقيل
نفس الوجوه
تعون كالجرزان تجرى خلفنا
وأمامنا الجلاد. والليل الطويل
لا تسألينى الآن عن زمن جميل
أنا لا ألوم الصبح
إن ولى وودع أرضنا
فالصبح لا يرضى هوان العيش
فى وطن ذليل
أنا لا ألوم النار إن هدأت
وصارت نخوة عرجاء
فى جسد عليل
أنا لا ألوم النهر
إن جفت شواطئة
وأجدب زرعه
وتكسرت كالضوء في عينيه
أعناق النخيل
مادامت الأشباح تسكر
من دماء النيل
فلا تسألينى الآن
عن زمن جميل
**************************
وعادت حبيبتي
يا ليل لا تعتب علي إذا رحلت مع النهار
فالنورس الحيران عاد لأرضه. ما عاد يهفوللبحار
وأنامل الأيام يحنونبضها
حتى دموع الأمس من فرحي. تغار
وفمي تعانقه ابتسامات هجرن العمر حتى إنني
ما كنت أحسبها. تحن إلى المزار
فالضوء لاح على ظلال العمر فانبثق النهار
يا ليل لا تعتب علي
فلقد نزفت رحيق عمري في يديك
وشعرت بالألم العميق يهزني في راحتيك
وشعرت أني طالما ألقيت أحزاني عليك
الآن أرحل عنك في أمل. جديد
كم عاشت الآمال ترقص في خيالي. من بعيد
وقضيت عمري كالصغير
يشتاق عيدا. أي عيد
حتى رأيت القلب ينبض من جديد
لوكنت تعلم أنها مثل النهار
يوما ستلقاها معي.
سترى بأني لم أخنك وإنما
قلبي يحن. إلى النهار
يا ليل لا تعتب علي.
قد كنت تعرف كم تعذبني خيالاتي
وتضحك. في غباء
كم قلت لي إن الخيال جريمة الشعراء
وظننت يوما أننا سنظل دوما. أصدقاء
أنا زهرة عبث التراب بعطرها
ورحيق عمري تاه مثلك في الفضاء
يا ليل لا تعتب علي
أتراك تعرف لوعة الأشواق؟
وتنهد الليل الحزين وقال في ألم:
أنا يا صديقي أول العشاق
فلقد منحت الشمس عمري كله
وغرست حب الشمس في أعماقي
الشمس خانتني وراحت للقمر
ورأيتها يوما تحدق في الغروب إليه تحلم بالسهر
قالت: عشقت البدر لا تعتب
على من خان يوما أوهجر
فالحب معجزة القدر
لا ندري كيف يجئ. أويمضي كحلم. منتظر
فتركتها وجعلت عمري واحة
يرتاح فيها الحائرون من البشر
العمر يوم ثم نرحل بعده
ونظل يرهقنا المسير
دعني أعيش ولوليوم واحد
وأحب كالطفل. الصغير
دعني أحس بأن عمري
مثل كل الناس يمضي. كالغدير
دعني أحدق في عيون الفجر
يحملني. إلى صبح منير
فلقد سئمت الحزن والألم المرير
الآن لا تغضب إذا جاء الرحيل
وأترك رفاقك يعشقون الضوء في ظل النخيل
دع أغنيات الحب تملأ كل بيت
في ربى الأمل الظليل
لوكان قلبك مثل قلبي في الهوى
ما كان بعد الشمس عنك وزهدها
يغتال حبك. للأصيل
يا ليل إن عاد الصحاب ليسألوا عني. هنا
قل للصحاب بأنني
أصبحت أدرك. من أنا
أنا لحظة سأعيشها
وأحس فيها من أنا؟!
************************
مسافر. والشاطئ بعيد
وأخاف أشباح الشتاء.
وأخاف أن ألقاك يوما
في طريق. من دماء
وعليه قصة حبنا
أشلاء ذكرى بين أكفان الوفاء
نبكي عليه ربيع عمر راحل
نبكي عليه
خطيئة الإنسان في زمن الشقاء
يغتال في الأشواق
كالمجنون. يلتهم الدماء
ما عاد في قلبي دماء كي يبددها الطريق
والموج يا دنياي يفرح بالغريق!
وأخاف يوما
أن أعود بلا جناح
كالطائر المكسور
تحمله الرياح. إلى الرياح
إني تعودت الظلام
ولاح في عينيك عصفور الصباح
وأنا أخاف من الطيور
يوما تجيء مع الصباح
يوما تسافر بعدما
تلقي الصغار. على الجراح
وأخاف حبك عندما
يأتي الشتاء بلا رفيق
والدرب بعدك
صامت الأنفاس مرتجف الرحيق
وأظل أسأل عنك ليل اليأس أشواق الطريق
لا تجعلي الأحزان تلقيني غريبا
بين أفراح البشر
فلقد تعلمت المنى
عانقت فيك
البسمة السكرى وصافحت القدر
وأخاف حبك أن يكون النار
تلقيني بقايا من حريق
وأصير في عينيك أمواجا تطارد في غريق
أنا منك كالأحلام إن شاخت
تغيب. ولا تفيق.
لا تعجبي إن قلت إني فارس
نسى المعارك من سنين.
ووضعت سيفي بين أحضاني
وواريت الحنين
وجلست أرقب من بعيد
حيرة الأشواق بين العاشقين
وهمست يا دنياي في القلب الذي
هدته. أمواج السنين
وسألته: ما زلت تنبض؟
قال: ما زال الحنين!
أترى سأرجع من رحاب الحلم
مهزوما على قلب حزين
وتسافر الأفراح من عمري
منكسة الجبين
رفقا بقلبي يا ملاكي. إنه
نسى المعارك. من سنين!
******************
اذا دارت بنا ايام
إذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا
وأحرقنا قصائدَنا وأسكتنا أغانينا
ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا
وصار العمر أشلاء ودمّر كلّ مافينا
وصار عبيرنا كأسا محطّمةً بأيدينا
سيبقى الحب واحَتنا إذا ضاقت ليالينا
إذا دارت بنا الدنيا ولاحَ الصيف خفّاقا
وعادَ الشعرُ عصفورا إلى دنيايَ مشتاقا
وقالَ بأننا ذبنا.مع الأيام أشواقا
وأن هواكِ في قلبي يُضئ العمرَ إشراقا
سيبقى حُبُنا أبدا برغم البعدِ عملاقا
وإن دارت بنا الدنيا وأعيتنا مآسيها
وصرنا كالمنى قَصصا مَعَ العُشّاقِ ترويها
وعشنا نشتهي أملا فنُسمِعُها.ونُرضيها
فلم تسمع.ولم ترحم.وزادت في تجافيها
ولم نعرف لنا وطنا وضاع زمانُنا فيها
وأجدَب غصنُ أيكتِنا وعاد اليأسُ يسقيها
عشقنا عطرها نغما فكيف يموت شاديها؟
وإن دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا
وجاء الموت في صمتٍ وكالأنقاض يُلقينا
وفي غضبٍ سيسألنا على أخطاء ماضينا
فقولي: ذنبنا أنا جعلنا حُبنا دينا
سأبحث عنك في زهرٍ ترعرع في مآقينا
وأسأل عنك في غصن سيكبر بين أيدينا
وثغرك سوف يذكُرني.إذا تاهت أغانينا
وعطرُك سوف يبعثنا ويُحيي عمرنا فينا
*********************
وسط زحام
وسط الزحام
وتشدنا الأيام في وسط الزحام
فنتوه بين الناس بالأمل الغريق
ونسير نحمل جرحنا الدامي العميق.
ونظل نبحث في الزحام عن العهود الراحلة
كالطير تبحث في الشتاء عن الصغار
الليل. والألم الجريء ولوعة الشكوى
وطول الانتظار
وأراك في وسط الزحام
طيفا بعيدا كالضياء
ويطير قلبي من ضلوعي في النداء
عودي إلي
إني افتقدت الحب بعدك والصديق
لا تتركيني في ضباب العمر
وحدي كالغريق.
أمسكت بالمنديل في وسط الزحام
عودي إلي.
وسمعت صوتك من بعيد يعتذر:
لا تنتظر
كم كنت أحلم أن أعود إليك
أن أقتل الأحزان بين يديك
لكنني لا أستطيع
شبح الزحام يشدني
ورأيت قلبي في الحنايا. يحترق
بيني وبينك خطوتان ونفترق
قد نلتقي يوما هنا رغم الزحام
ونعود نحمل من عيوني الفجر
خيطا. من ضياء
ونعيش نحلم. باللقاء
في كل يوم تلتقي روحانا
ستظل في دنيا الهوى ذكرانا
لوقال كل الناس شعرا
لن يكون. كشعرنا
لوذاب كل الناس حبا
لن يحبوا. مثلنا
ورأيت تيار الزحام
يشدني مثل العباب
ووجدت طيفك من بعيد
يختفي بين الضباب
فرفعت منديلي ألوح في الفضاء
إلى اللقاء حبيبتي وإلى اللقاء!
*************************
سلوان. لا تحزني
سلوان لا تحزني إن خانني الأجل
ما بين جرح وجرح ينبت الأمل
لا تحزني يا ابنتي إن ضاق بي زمني
إن الخطايا بدمع الطهر تغتسل
قد يصبح العمر أحلاما نطاردها
تجري ونجري. وتدمينا ولا نصل
سلوان لا تسأليني عن حكايتنا
ماذا فعلنا. وماذا ويحهم فعلوا
قد ضيعوا العمر يا للعمر لو جنحت
منا الحياة وأفتى من به خبل
عمر ثقيل بكأس الحزن جرعنا
كيف الهروب وقد تاهت بنا الحيل
الحزن في القلب في الأعماق في دمنا
يأس طويل فكيف الجرح يندمل
أيامنا لم تزل بالوهم تخدعنا
قبر من الخوف يطوينا ونحتمل
لا تسأليني لماذا الحزن ضيعنا
ولتسألي الحزن هل ضاقت به السب
إن ضاقت الأرض بالأحلام في وطني
ما زال في الأفق ضوء الحلم يكتمل
هذي الجماجم أزهارا سيحملها
عمر جديد لمن عاشوا. ومن رحلوا
هذي الدماء ستروي أرضنا أملا
قد يخطئ الدهر عنواني ولا أصل
إن ضاق مني زماني لن أعاتبه
هل يعشق السفح من أحلامه الجبل
سلوان يا فرحة في الأرض تحملني
في ضوء عينيك لا يأس ولا ملل
عيناك يا واحتي عمر أعانقه
إن ضاقت الأرض وانسابت بنا المقل
ضيعت عمري أغني الحب في زمن
شيئان ماتا عليه الحب والأمل
ضيعت عمري أبيع الحلم في وطن
شيئان عاشا عليه الزيف والدجل
كم راودتني بحار البعد في خجل
لا أستطيع بعادا كيف أحتمل
مازال للحب بيت في ضمائرنا
ما أجمل النار تخبو ثم تشتعل
لا تفزعي يا ابنتي ولتضحكي أبدا
كم طال ليل وعند الصبح يرتحل
ما زال في خاطري حلم يراودني
أن يرجع الصبح والأطيار والغزل
سلوان يا طفلتي لا تحزني أبدا
إن الطيور بضوء الفجر تكتحل
ما زلت طيرا يغني الحب في أمل
قد يمنح الحلم. مالا يمنح الأجل.
************************************
ارض قد عادت لنا
من الفلاح الفصيح. إلي فرعون مصر ياسيدي الفرعون. هل شاهدت أحزان المدينه الناس تصرخ من كهوف الظلم. والأيام موحشة حزينه ومواكب الكهان تنهب في بلاطك. والخراب يدق أرجاء السفينه والموت يرسم بالسواد زمانك الموبوء.
والأحلام جاحدة. ضنينه
في كل بيت صرخة
وعلي وجوه الراحلين تطل أنات دفينه
والجوع وحش كاسر
كالنار يلتهم الصغار. ويستبيح الناس.
يعصف بالقلوب المستكينه
وقصورك السوداء يسكنها الفساد.
وصرخة الشرفاء.
بين يديك عاجزة سجينه
الناس في الزمن الكئيب
تحب طعم الظلم. تأنس للهوان.
وتحتمي بالموت. تسكرها الضغينه
الشعب بين يديك ضاق بنفسه
كره الحياة. ومل دنياه الحزينه
***
ياسيدي الفرعون.
شعبك ضائع في الليل
يخشي أن ينام
في الجوع لا أحد ينام
في الخوف لا أحد ينام
في الحزن لا أحد ينام
من لم يمت في السجن قهرا
مات في صخب الزحام
حتي الصغار تشردوا بين الأزقة.
يبحثون عن الطعام
من لم يمت بالجوع منهم.
مات في بؤس الفطام
وتسير كالطاووس. والسفهاء حولك
يلعقون حذاءك المعجون
من نبض الجماجم والعظام
وأراك تحكي عن زمان الأمن.
ترسم صورة الأمل المحلق
بين رايات السلام!
هذا سلام اللهو والعبث الرخيص وسكرة الأوهام
هذا سلام الراقصين علي طبول القهر.
والصبح المكبل بالظلام
هذا سلام العاجزين السابحين.
علي شراع من حطام
هذا سلام الرقص في صخب الملاهي.
والليالي السود. والمال الحرام
هذا سلام السارقين الراكعين.
المنتشين بخمرة الحكام
مازلت يامولاي تطرب من أهازيج السلام
***
مولاي.
مازال يرتع في بلاطك كل يوم.
ألف دجال مغامر
وأمام عينك يذبح الشعب الحزين.
وأنت تسكرك المباخر
وأمام عرشك يسقط التاريخ
تصرخ أمنيات العمر. تنتحر المآثر
ومواكب الطغيان حول العرش.
خانوا العهد. واحترفوا الصغائر
باعوا الأمانة في مزاد الإفك.
صاروا دمية السلطان.
والسلطان جائر
رقصوا علي كل الحبال
وتاجروا في الناس.
واغتصبوا الضمائر
هذا هو الطغيان يعبث في قلوب الناس منتشيا
وفي سفه يجاهر
وأمام بابك يصرخ الأطفال جوعي
هل سمعت الآن أنات الحناجر؟!
الجوع يا مولاي كافر
أعطاك هذا الشعب يوما.
كل ما ضيعت من فيض المشاعر
وتركته للسارقين علي بلاطك
بين محتال. وأفاق. وغادر
قد كان لي قلب صغير.
ضاع مني ذات يوم.
وانزوي في الأفق كالطير المهاجر
كم عشت أطلق كل يوم سرب أشعار يغني.
كم غزلت ثياب عرس للأزاهر
ورسمت فجرا بين أشباح الظلام.
ظننت يوما أن للطغيان آخر
حتي رأيت الليل في عينيك يرصدني
ويطلق في دمي سهما
وجرح القهر في الأعماق غائر
أتراك يامولاي تدرك
كيف يقتل في بلاط القهر شاعر؟!
***
ياسيدي الفرعون.
هل شاهدت أشلاء الرعايا
سخط الوجوه. تعاسة الأطفال.
ذل الفقر. حزن الأمهات علي الصبايا
أشباحك السوداء في الطرقات.
تشطرنا شظايا
ومواكب القهر الطويل.
تطل بين يديك حزنا. أو ضياعا. أو خطايا
هذي سنين العمر.
تسقط بين أيدينا بقايا
ما عدت أعرف والزمان يدور بي
هل ما يراه الناس ضحكي أم بكايا؟!
الخوف يحفر حول قصرك ألف قبر للضحايا
والنائمون علي بلاطك..
موكب للقهر. عرس للمنايا
***
ياسيدي الفرعون
ماذا سيبقي للشعوب إذا توارت.
خلف أطلال السنين. وكل ما فيها فسد
تبدو الرؤوس علي المدي
قطعا من الشطرنج. تلقيها الرياح بلا عدد
سرب من الجرذان يعبث في البلاط.
ولا يري منهم أحد
وقمامة التاريخ فوق التاج.
رائحة تفوح. ووشم عار للأبد
كل الحدائق في بلادي أجدبت
وترهلت همم الرجال.
وكل عزم في جوانحهم خمد
عمر تبدد في الظلام.
ونخوة عرجاء في جسد همد
أنات أطفال. صراخ صبية
وبريق عمر في مآقينا جمد
ونحيب عصفور تغرب.
في سبيل العيش عمرا وابتعد
وحنين شيخ كم تشرد في دروب القهر.
كم عاني. وللأوغاد في هلع سجد
قد ضاق بالوطن البخيل.
ورغم طول البؤس في جلد صمد
لم يبق غير الموت يرحم وحشة الغرباء
يحضننا التراب. يسيل دمع الأرض
يرتاح الجسد
***
ياسيدي الفرعون.
قبلك ألف فرعون فجر
وأطاح بالدنيا. وعربد في البشر
والشعب في صمت صبر
وأراك دمرت الحدائق. والمصانع
واستبحت دم الشجر
وأطحت بالأشجار. شردت العصافير الجميلة.
واعتقلت الصبح. واغتلت القمر
وتقول إنك أول الرسل العظام.
وآخر الرسل الكرام.
وفيك سر الله.
حين تشاء تعصف كالقدر!
***
ياسيدي الفرعون قل لي
كيف أدمنت الفساد
وبأي حق
قد ورثت الحكم في هذي البلاد
وبأي دين.
قد ملكت الأرض فيها. والعباد
مولاي لا تغضب.
إذا ما جاء دورك في المزاد
ورأيت عرشك بعض ما أكل الحريق
وبعض ما ترك الرماد
ورأيت تاج الملك.
يهوي فوق رأسك مثل أسراب الجراد
اقرأ حكايا الملك يامولاي.
تدرك أين أصبح قوم عاد
أتراك تعرف ما الذي خنق الجياد؟
الجالسون علي الكراسي في عناد
الراكعون أمام أصنام الفساد
البائعون لكل شيء في المزاد
انظر إلي لون الوجوه.
وكيف غطاها السواد
انظر إلي حزن الأرامل.
خلف أثواب الحداد
هذي بلاد لم تعد
في ظل بطشك كالبلاد
صغرت بنا الأشياء. ضاق الكون
صرنا لا نراه
الناس تهرب في الشوارع.
والحياة بلا حياه
والنهر يغرق كل يوم في دماه
مرت عليه غرائب الأيام.
من قهر. إلي قهر.
ومن ذل إلي ذل
وجف النيل من بطش الطغاه
وطن بعرض الكون يبحث عن مداه
وطن بطول الكون يسقط من علاه
يتوكأ المسكين في الآفاق.
يسأل عن سماه
مازال يصغر في العيون. وينحني
حتي تلاشت بين أعيننا خطاه.
***
مولاي. أجهضت الأجنة في البطون
وجئت تبحث عن وريث
كثر الحديث عن الخلافة سيدي
كثر الحديث!
الشعب خلف جنازة الأحلام.
يبحث عن مغيث
هذي الرؤوس الراكعات علي حذائك
كل ما فيها خبيث
عهد خبيث.
عرش خبيث.
زمن خبيث
فرع تنامي في حقول القهر عمرا. وانتشي
بحلاوة المال الخبيث
ودناءة القهر الخبيث
بالرغم من هذا. تفتش
بين فئران السفينة عن وريث؟!
***
مولاي.
قد تصغر الأشياء بين عيوننا
وتتوه كالأيام في بحر الزمن
وتظل تصغر. تصبح الأنهار تابوتا
ويغدو ماؤها الفضي
كالبئر العفن
تغدو الوجوه ملامحا رحلت
وطيفا من شجن
تتكسر الأشواق. والذكري
وما عشناه فيها من محن
قد يصغر الإنسان.
حين ينام في حضن التراب.
ويحتويه الصمت. يدفئه الكفن
لكن شيئا في العيون يظل يكبر
كلما صغرت بنا الدنيا. نسميه الوطن
ما أصغر الدنيا إذا صغر الوطن
ما أرخص الأشياء إن هان الوطن
تخبو ملامحه. ويهدأ صوته
ويصير نبضا خافتا فوق الزمن
ويضيق كالشريان. ترتعد الدماء.
ويحتويها الخوف في قلب وهن
يبدو كطيف في جوانحنا سكن
ونظل نبحث كلما صغرت بنا الأشياء
عن وجه قديم. للوطن
***
يا سيدي الفرعون.
كيف أنام. والأبناء في قلبي جياع؟!
كيف السبيل إليك والشكوي ضياع؟!
حاولت يوما أن أشق البحر. أن ألقاك..
ثار الموج. والتهم الشراع
شاهدت طلعتك البهية.
والجنود يطاردون الناس حولك.
كان يفصلنا ذراع
وهوت علي رأسي الأيادي السود تصفعني
وتعوي فوق أشلائي الضباع
الشمس غامت في عيوني.
والمدي حولي زئير. أو صراخ. أو قناع
أسلمت نفسي للطريق. ولم أزل أجري.
يطاردني قناع. ثم يصفعني قناع
أدركت يا مولاي. كيف يموت طفل.
لم يزر عينيه ضوء. أو يصافحها شعاع
أدركت كيف يضيع عمر المرء.
في وهم طويل. أو خداع
اسأل رجالك إن أردت.
عن الرحيل بلا وداع
فالناس تهرب في الشوارع.
كلما ظهر القناع
عينان غائرتان كالبحر السحيق.
رفات وجه جامد.
ويدان جاحظتان خلفهما ذراع
وعلي المدي سجن بعرض الكون.
أسنان بلون الليل. يخفيها القناع
الأرض يا مولاي يسكنها قناع
كانت لنا وطنا كصدر الأم يحتضن الجميع
في الأمن في الماء المقطر من عيون الصبح.
في دفء الربيع
لا فرق يا مولاي في أرحامنا
يوما أتينا من ظلام دامس.
من عاش في قصر منيف.
من تسلل في القطيع
لا فرق في أنسابنا
لا فرق بين خميلة رضعت ضياء الشمس
أو أخري يحاصرها الصقيع
لكن مولاي المعظم.
لا يميل إلي الخيول
ويحب أصوات الحناجر. والمباخر. والطبول
لم تكره الأشجار يا مولاي؟!
هل في النخل عيب أو رذيلة؟!
الناس تفرح كلما ارتفعت وراء الأفق
نخلات جميلة
حتي العصافير الجميلة هاجرت
خلف الأماني. والأغاني المستحيلة
غنت لنا زمنا. وقد كبلتها
في ساحة الطغيان مرغمة ذليلة
غزت الخفافيش الكئيبة أرضنا
وغدت خطي الفرسان مثقلة هزيلة
لا خير في وطن يبيع خيوله
كي يشتري بالعار أحزان القبيلة
***
هذا هو النسيان يا مولاي يطردنا من التاريخ
والأمس الحزين الآن يصرخ حولنا
لا شيء يبدو في الظلام أمامنا
هذي خيول الأمس تركض بالبطون.
صهيلها المهزوم. يبكيها. ويبكي حالنا
غيرت خارطة الزمان.
بنيت أشباحا علي الطرقات.
تشبهنا. وتحمل اسمنا
مولاي أخطأنا كثيرا في الحساب.
فقد نسينا ما عليك. وكم نسينا ما لنا
أجهضت آخر ما تبقي من ليالي الحلم
من زمن البراءة بيننا
لكنه زمن الخضوع. وسطوة الطغيان.
والجلاد يرتع خلفنا
فلكم حلمنا أن نري
وطنا عزيزا آمنا
ولكم حلمنا أن نري
شعبا نقيا. مؤمنا
وطنا ترهل خلف قافلة الزمان.
يسير مكتئبا حزينا. واهنا
يا أيها الفرعون. فارحل عن مدينتنا
كفاك الآن طغيانا وظلما بينا
افتح لنا الأبواب.
واتركنا لحال سبيلنا
أتري تصدق أن يكون الخوف حصنا آمنا؟!
أتري تصدق أن يصير الحلم يوما مدفنا؟
ما عدت أملك غير فقري مسكنا
ما عدت أعرف غير حزني موطنا
فلقد نسيت طوال عهدك من أنا
ارحل وخلفك لعنة التاريخ.
أما نحن.
فاتركنا لحال سبيلنا.
نبني الذي ضيعت من أمجادنا
نحي الذي ضيعت من أعمارنا
دعنا نفتش في خريف العمر.
عن وطن عريق. كان يوما للكرامة موطنا.
الناس تصرخ في الشوارع. أرضنا أولي بنا
والأرض قد عادت لنا
***************************************
لا تنتظر احد. فلن ياتي احدا
لا تنتظر أحدا/ فلن يأتي أحد.
لم يبق شئ غير صوت الريح
والسيف الكسيح/ ووجه حلم يرتعد.
الفارس المخدوع ألقى تاجه
وسط الرياح وعاد يجري خائفاً
الفارس المخدوع في ليل الشتاء
يدور مذعوراً يفتش عن سند
في ليلة شتوية الأشباح
عاد الفارس المخدوع منكسراً
يجر جواده/ جثث الليالي حوله
غير الندامة ما حصد
ترك الخيول تفر من فرسانها
كانت خيولك ذات يوم
كالنجوم بلا عدد
إلى أن يقول:
الفارس المخدوع ألقى رأسه
فوق الجدار
وكل شئ في جوانحه همد
لا شئ للفرسان يبقى
حين تنكسر الخيول
سوى البريق المرتعد
وعلى امتداد الأفق تنتحب المآذن
والكنائس. والقباب
وصوت مسجون سجد
هذا الزمان تعفنت فيه الرؤوس
وكل شئ ضمائرها فسد
وفي نهاية القصيدة يقول الشاعر فاروق جويدة:
الفارس المكسور
ينتظر النهاية في جلد
عينان زائغتان/ وجه شاحب
وبريق حلم في مآقيه جمد
لا تنتظر أحدا/ فلن يأتي أحد
فالآن حاصرك الجليد/ إلى الأبد
وإذا تأملنا قول شاعرنا:
لم يبق شئ غير صوت الريح
والسيف الكسيح/ ووجه حلم يرتعد
*************************
سيجيء. زمان احياء
أنتزع زمانك من زمني
ينشطر العمر.
تنزف في صدري الأيام
تصبح طوفانا يغرقني.
ينشطر العالم من حولي
وجه الأيام. بلا عينين
رأس التاريخ. بلا قدمين
تنقسم الشمس إلى نصفين
يذوب الضوء وراء الأفق
تصير الشمس بغير شعاع
ينقسم الليل إلى لونين
الأسود يعصر بالألوان
الأبيض يسقط حتى القاع
ويقول الناس. دموع وداع
أنتزع زمانك من زمني
تتراجع كل الأشياء.
أذكر تاريخا. جمعنا
أذكر تاريخا. فرقنا
أذكر أحلاما عشناها بين الأحزان
أتلون بعدك كالأيام
في الصبح أصير بلون الليل
في الليل أصير بلا ألوان
أفقد ذاكرتي رغم الوهم.
بأني أحيا. كالإنسان
ماذا يتبقى من قلبي
لو وزع يوما. في جسدين
ماذا يتبقى من وجه
ينشطر أمامي. في وجهين
نتوحد شوقا في قلب
يشطرنا البعد إلى قلبين
نتجمع زمنا في حلم
والدهر يصر على حلمين
نتلاقى كالصبح ضياءا
يشطرنا الليل إلى نصفين
كل الأشياء تفرقنا في زمن الخوف
نهرب أحيانا في دمنا
نهرب في حزن يحزننا
ما زلت أقول.
إن الأشجار و إن ذبلت
في زمن الخوف
سيعود ربيع يوقظها بين الأطلال
إن الأنهار وإن جبنت في زن الزيف
سيجيء زمانا يحييها رغم الأغلال.
ما زلت أقول.
لو ماتت كل الأشياء
سيجيء زمان يشعرنا. أنا أحياء
وتثور قبور سئمتنا
وتصيح عليها الأشلاء
ويموت الخوف. يموت الزيف. يموت القهر
ويسقط كل السفهاء
لن يبقى سيف الضعفاء
سيموت الخوف وتجمعنا كل الأشياء
ذراتك تعبر أوطانا
وتدور و تبحث عن قلبي في كل مكان
ويعود رمادك. لرمادي
يشتعل حريقا يحملنا خلف الأزمان
وأدور أدور وراء الأفق كأني نار في بركان
ألقي أيامي بين يديك هموم الرحلة. و الأحزان
نلتئم خلايا و خلايا
نتلاقى نبضا وحنايا
تتجمع كل الذرات.
تصبح أشجارا ونخيلا
وزمان نقاء يجمعنا
وسيصرخ صمت الأموات
تنبت في الأرض خمائر ضوء. أنهارا
وحقول أمان. في الطرقات.
نتوحد في الكون ظلالا.
نتوحد هديا وظلالا.
نتوحد قبحا وجمالا
نتوحد حسا. وخيالا
نتوحد في كل الأشياء.
ويموت العالم كي نبقى.
نحن الأحياء
*********************************
ماذا اخذت من سفر
ماذا أخذت من السفر.
كل البلاد تشابهت في القهر.
في الحرمان. في قتل البشر.
كل العيون تشابهت في الزيف.
في الأحزان. في رجم القمر
كل الوجوه تشابهت في الخوف
في الترحال. في دفن الزهر
صوت الجماجم في سجون الليل
والجلاد يعصف كالقدر.
دم الضحايا فوق أرصفة الشوارع
في البيوت. وفي تجاعيد الصور.
ماذا أخذت من السفر؟
مازلت تحلم بالليالي البيض
والدفء المعطر والسهر
تشتاق أيام الصبابة
ضاع عهد العشق وانتحر الوتر
مازلت عصفورا كسير القلب
يشدو فوق أشلاء الشجر
جف الربيع.
خزائن الأنهار خاصمها المطر
والفارس المقدام في صمت
تراجع. وانتحر.
ماذا أخذت من السفر؟
كل القصائد في العيون السود
آخرها السفر.
كل الحكايا بعد موت الفجر
آخرها السفر.
أطلال حلمك تحت أقدام السنين.
وفي شقوق العمر.
آخرها السفر.
هذي الدموع وإن غدت
في الأفق أمطارا وزهرا
كان آخرها السفر
كل الأجنة في ضمير الحلم
ماتت قبل أن تأتي
وكل رفات أحلامي سفر.
بالرغم من هذا تحن إلي السفر؟!
ماذا أخذت من السفر؟
********************************************
حرف يقتلني
أنا شاعر.
مازلت أرسم من نزيف الجُرح
أغنية جديدة.
ما زلت أبني في سجون القهر
أزماناً سعيدة
مازلت أكتبُ
رغم أن الحرف يقتلني
ويلقيني أمام الناس
أنغاماً شريدة.
أو كلما لاحت أمام العين
أمنية عنيده.
ينساب سهم طائش في الليل.
يُسقِطُها. شهيدة.
*******************************
في رحاب حسين
في الأفق تهفو دمعتان
والقلب يخفق بين أشلائي فتسري آهتان
وحبيبتي وسط الزحام حمامة
مهزومة الأشواق
غصن أسقطته الريح من عمر الزمان
الأرض ضاقت حولنا
ما عاد للعشاق في الدنيا مكان
القلب يحضن بين أشلائي بقايا من أمل
وهمست فيه بحسرة: ما زلت تحتضن الأمل؟!
حلم لقيط تاه منا في خريف
اليأس يلقيه على الدرب المخيف
وحبيبتي ضوء حزين خلف قضبان الظلال
وربيعها المهزوم عدل منهك الأنفاس في ليل الضلال
عمر ترنح فوق درب الحزن
حلم ينزوي خلف المحال
وحملت قلبي في سكون
والدمع نار في الجفون
الحلم مقطوع اليدين
وأنا أداري الدمعتين
همست عيون حبيبتي:
هيا لنشكو. للحسين.
أنا في رحابك كلما ضاق الزمان
أو ضاع مني الصبر أو تاه الأمان
أترى رأيت حبيبتي؟!
جئنا إليك لنشتكي الأحزان في زمن الهوان
كل الذي نبغيه بيت يجمع الأشلاء من هذا الطريق
في كل درب تسرق الأحلام ينتحر البريق
ويضيع العمر منا في الطرقات
نسأل يا زمان الكفر والجهل العميق
بالله خبرنا متى يوما تفيق؟!
جئنا إليك لنشتكي
فوق الطريق ينام عشاق المدينة
ينبت الأبناء كالأعشاب في بئر السنين
فوق الطريق ننام بالأشواق بالعمر الحزين
وعلى دموع الدرب نفترش الأسى
ما أطول الأحزان في عمر الحيارى الضائعين
جئنا رحابك يا حسين
جئنا إليك لنشتكي أرضا
رحيق العمر فيها للغريب
تعطي الدموع لأهلها
والفرح فيها. للغريب
وتعلم الأحباب من ثدي الأسى طعم الجحود
أن يخنق الإنسان صوت حنينه
أن يقتل النجوى وتحترق العهود
أن تصعق الأحلام آلاف السدود
ونعيش نبكي الحظ. نشكو دائما ظلم الوجود..
أقدارنا جاءت بنا
لا نملك التبديل في أقدارنا
نحيا. ونعشق. نغرس الأحلام في أرض المنى
ننسى ونهجر تعبث الأشواق بين دمائنا
ونقابل الفرح الغريب على مشارف بيتنا
ومع ابتسامة أجمل الأيام يسقط. حلمنا
وإذا سألت الناس يوما عن حكاية عمرنا
قالوا وهمس الخوف يهدر. عاصفا:
أقدارنا جاءت بنا
أقدارنا جاءت بنا
جئنا رحابك يا حسين
جئنا لنسأل ربنا
لم قد كتبت الحب يا ربي
إذا كان الفراق يصيح دوما. بيننا؟
ما عاد في الدنيا مكان يجمع الأشلاء
يمنحنا الأمان. أو المنى
جئنا إليك لنشتكي
هل نشتكي أقدارنا
أن نشتكي أوطاننا
أم نشتكي أحلامنا
أن نشتكي أيامنا
أم نشتكي. أم نشتكي. أم نشتكي؟.
صوت ينادي من بعيد
وحبيبتي كالنور تسأل هل ترى خبر سعيد؟
هل نجمع الأشلاء والحب الطريد
ما زلت أحلم رغم طول اليأس بالبيت الجديد
الصوت يعلو في الضريح
شيخ. يصيح
هيا انتهى وقت الزيارة
الصوت يعلو في الضريح
هيا انتهى وقت الزيارة للضريح
الحلم بين يدي ذبيح
الحلم بين يدي ذبيح!
*******************************
من عذابات امراه
الوقت ليل. والشتاء بلا قمر
يأتي الشتاء وعطرها
فوق المقاعد والمرايا الباكيه
وتطل صورتها علي الجدران
وجها في شموخ الصبح
عينا كالسماء الصافيه
أطيافها.
في كل ركن تحمل الذكري
فتشعل نارها
أحلام عمر باقيه
الكون يصغر في عيون الناس
حين يصير عمر المرء ذكري
أو حكايا ماضيه
في رحلة النسيان
تلتئم الجراح وتنطوي.
إلا جراح القلب
تبقي في الجوانح داميه
الوقت جلاد قبيح الوجه
يرصد خطوتي.
وشتاؤنا ليل طويل عابث ما أسوأه
لا تسأل الملاح
حين يغيب في وسط الظلام
متي سيدنو مرفأه؟
لا تسأل القلب الحزين
وقد تناثر جرحه
عن أي سر خبأه؟
لا تسأل الحلم العنيد
وقد تعثرت الخطي
من يا تري. قبل النهاية أرجأه؟!
فالوقت ليل
والقناديل الحزينة حولنا
تبدو عيونا مطفأه
لا تكتوي بين الشموع
وأنت ترسم صورة الأمس البعيد
علي رماد المدفأه
فالعمر أجمل.
من عيون حبيبة رحلت
وأغلي.
**********************
من عذابات امراه
الوقت ليل. والشتاء بلا قمر
يأتي الشتاء وعطرها
فوق المقاعد والمرايا الباكيه
وتطل صورتها علي الجدران
وجها في شموخ الصبح
عينا كالسماء الصافيه
أطيافها.
في كل ركن تحمل الذكري
فتشعل نارها
أحلام عمر باقيه
الكون يصغر في عيون الناس
حين يصير عمر المرء ذكري
أو حكايا ماضيه
في رحلة النسيان
تلتئم الجراح وتنطوي.
إلا جراح القلب
تبقي في الجوانح داميه
الوقت جلاد قبيح الوجه
يرصد خطوتي.
وشتاؤنا ليل طويل عابث ما أسوأه
لا تسأل الملاح
حين يغيب في وسط الظلام
متي سيدنو مرفأه؟
لا تسأل القلب الحزين
وقد تناثر جرحه
عن أي سر خبأه؟
لا تسأل الحلم العنيد
وقد تعثرت الخطي
من يا تري. قبل النهاية أرجأه؟!
فالوقت ليل
والقناديل الحزينة حولنا
تبدو عيونا مطفأه
لا تكتوي بين الشموع
وأنت ترسم صورة الأمس البعيد
علي رماد المدفأه
فالعمر أجمل.
من عيون حبيبة رحلت
وأغلي.
*****************************
هل تذكرين؟!
هيجت ذكراك حبي واستبدَ بي الانين
وتفتت القلب المتيم في هواكِ اتشعرين
انا في دجى الليل أُمني طرفي الباكي الحزين
بخيال فاتنةٍ كغصن البانِ كالدر الثمين
لا. لا. لا اظنك تذكرين
هل تذكرين الفلك مهد غرامنا
والموج يرقص ضاحكا بجوارنا
والبحر في صمت يداعب فلكنا
والبدر في تيهٍ يبارك حبنا
وكأن هذه الدنيا ملك يمينينا
لا. لا. لا اظنك تذكرين
هل تذكرين مقامنا وخيامنا عند الغدير
والطير ترقص فوقنا نشوانةً جدلاً تطير
والزهر يرسل عطره الفواح من طيب العبير
والماء يجري حولنا عذبا نمير
لا. لا. لا اظنك تذكرين
*************************
نحن والحرمان
خفف دموعك عندما تلقاني
واسأل نجوم الليل عن أحزاني
أنا مصر, يا ولدي عطاء دائم
أنا غنوة عاشت بكل لسان
الآن تسأل: هل مصير دمائنا
غدر الرفاق وجفوة الخلان؟
أقسى عذاب العمر عهد خادع
أو ظلم أهل أو ضياع أماني!
أتراك تعتب يا بني لأنهم
باعوا دماك بأبخس الأثمان
أنا يا عبير العمر يقتلني الأسى
وأذوب مثلك في لظى أشجاني
سالت دماؤك فوق صدري وارتوت
منها القناة (فكبر الهرمان)
وانساب صبح العمر بين ربوعنا
حمل الربيع معطر الألحان
هل بعد أمجاد دفعنا مهرها
صبر السنين و قسوة الحرمان؟
اليوم يجمعهم نداء ظالم
فيصير حكم الأرض للشيطان
وقفت شعوب الأرض تنظر حسرة
هلا سمعتم قصة العربان؟
شعب يموت الحب في وجدانه
لا خير في شعب بلا وجدان
قد صار يسكر من دماء وليده
والعمر فيه دراهم وغواني
عشرون عاما يا بني وهبتها
من أجل صرح راسخ البنيان
ودفعت أيام السنين رخيصة
وأذقت شعبي لوعة الحرمان
يا سادة الأحقاد مصر بشعبها
بتراثها بصلابة الإيمان
مصر العظيمة سوف تبقى دائما
فوق الخداع. وفوق كل جبان
مصر العظيمة سوف تبقى دائما
حلم الغريب وواحة الحيران
مصر العظيمة سوف تبقى دائما
بين الورى فخرا لكل زمان
يا من تريدون الزعامة ويحكم
مصر العظيمة كعبة الأوطان
***************************
احزان ليله ممطره
السقف ينزف فوق رأسي
والجدار يئن من هول المطر
وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة. للحفر!
في الوجه أطياف من الماضي
وفي العينين نامت كل أشباح السهر
والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ
لكنه كل العمر.
لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي
والأماني غائمات في البصر
وهناك في الركن البعيد لفافة
فيها دعاء من أبي
تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر
دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر
أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي. أم قصر
لكن أحزاني على الوطن الجريح
وصرخة الحلم البريء المنكسر
فالماء أغرق غرفتي
وأنا غريب في بلاد الله
أدمنت الشواطيء والمنافي والسفر
كم كنت أبني كل يوم ألف قصر
فوق أوراق الشجر.
كم كنت أزرع ألف بستان
على وجه القمر.
كم كنت ألقي فوق موج الريح أجنحتي
وأرحل في أغاريد السحر
منذ انشطرت على جدار الحزن
ضاع القلب مني. وانشطر.
ورأيت أشلائي دموعا في عيون الشمس
تسقط بين أحزان النهر
وغدوت أنهاراً من الكلمات
في صمت الليالي. تنهمر
قد كنت في يوم بريء الوجه
زار الخوف قلبي فانتحر
وحدائقي الخضراء ما عادت تغني
مثلما كانت.
وصوتي كان في يوم عنيدا وانكسر
ولدي من عمري
وذكرى الأمس بعض من صور
فلتنظري صوري فإن الأمس أحيانا
يكون عزاء يوم. يحتضر
هل تسمحين
بأن ينام على جفونك لحظة
طفل يطارده الخطر.
هل تسمحين
لمن أضاع العمر أسفاراً
بأن يرتاح يوماً.
بين أحضان الزهر.
اني لأفزع كلما جاءت
خيول الليل نحوي.
يحتويني الهم. يخنقني الضجر
اعتدت أن تعوى كلاب الصيد
في قدمي. تحاصرني.. وتعبث في عيوني
كلما الجلاد في سفه. أمر
اني أخاف على ثيابك من ثيابي
كلما أرجوه بعض الأمن.
عطراً. دندنات من وتر
لا تخجلي إن كان عندك بعض أصحاب
وجئت بثوبي العاري ببابك انتظر
لكنه حزن الصقيع.
ووحشة الغرباء في ليل المطر
فالناس حولي يهرعون
وفي ثيابي نهر ماء
في عيوني بحر دمع
بين أعماقي حجر.
وأريد صدراً لا يساومني على عمري
ولا يأسى على ماض عبر
فالعري أعرفه
وأعرف أن مثلي
في زمان الرق مطلوب
وأن الحرص لن يجدي
ولن يغني الحذر.
اني سأرحل عندما يأتي قطار قطار الليل
لا تبكي لأجلي.
لا تلومي الحظ إن يوماً غدر
فأنا وحيد في في ليالي البرد
حتى الحزن صادقني زماناً
ثم في سأم. هجر
إني أحبك.
رغم أن الحب سلطان عظيم
عاش مطرودا
وكم داسته أقدام البشر
إني أحبك.
فاتركيني الآن في عينيك أغفو
إن خلف الباب أحزان وعمر ينتحر
كل العصافير الجميلة أعدموها
فوق أغصان الشجر
كل الخفافيش الكئيبة
تملأ الشطئآن.
تعبث فوق أشلاء النهر
لا تحزني.
إن الزمان الراكع المهزوم لن يبقى
ولن تبقى خفافيش الحفر.
فغداً تصيح الأرض. فالطوفان آت
والبراكين التي سجنت أراها تنفجر.
والصبح هذا الزائر المنفي من وطني
يطل الآن. يجري. ينتشر.
وغداً أحبك مثلما يوم حلمت.
بدون خوف.
أو سجون.
أو مطر.
*************************
عذرا حبيبي
في كل عام كنت أحمل زهرة
مشتاقة تهفو إليك.
في كل عام كنت أقطف بعض أيامي
وأنثرها عبيرا في يديك
في كل عام كانت الأحلام بستانا
يزين مقلتي. ومقلتيك
في كل عام كنت ترحل يا حبيبي في دمي
وتدور ثم تدور. ثم تعود في قلبي لتسكن شاطئيك
لكن أزهار الشتاء بخيلة
بخلت على قلبي. كما بخلت عليك
عذرا حبيبي
إن أتيت بدون أزهاري
لألقي بعض أحزاني لديك
************************
عذرا حبيبي
في كل عام كنت أحمل زهرة
مشتاقة تهفو إليك.
في كل عام كنت أقطف بعض أيامي
وأنثرها عبيرا في يديك
في كل عام كانت الأحلام بستانا
يزين مقلتي. ومقلتيك
في كل عام كنت ترحل يا حبيبي في دمي
وتدور ثم تدور. ثم تعود في قلبي لتسكن شاطئيك
لكن أزهار الشتاء بخيلة
بخلت على قلبي. كما بخلت عليك
عذرا حبيبي
إن أتيت بدون أزهاري
لألقي بعض أحزاني لديك
********************
ما بعد رحيل شمس
ما بعد رحيل الشمس
(1)
الوقت.
عين الليل يسبح في شواطئها السواد
والدرب يلبس حولنا ثوب الحداد
شيخ ينام على الرصيف
قط وفأر ميت القط يأكل في بقايا الفأر ثم يدور يرقص في عناد
والشيخ يصرخ جائعا ويصيح: يا رب العباد
هذا زمان مجاعة والناس تسقط كالجراد
العمر
يا للعمر وقت ضائع
عام مضى. عامان. عشر
لست أعرف كم مضى.
فالعمر في قدم الرياح
والليل يلتهم الصباح
والجرح ينزف بالجراح
زمني
يقول الناس إني جئت في زمن حزين
وأنا أقول بأنني
قد جئت في الزمن الخطأ
ماذا يفيد صوابنا
إن صارت الدنيا وصارت الناس كالرقم الخطأ؟
خطواتنا الحيرى على هذا الطريق
تردد الأنفاس في أعماقنا
ونعيش في أوهامنا
لكننا نحيا مع الزمن الخطأ
عنوان أيامي
على المظروف أكتب اسم شارعنا القديم
ما عدت أذكر اسم شارعنا الجديد
الشارع المسكين صار حكاية.
قد غيروه. وغيروه. وغيروه
ما عاد يذكر اسمه
لكنني ما زلت أعرف اسم شارعنا القديم
أما أنا
قالوا بأني كنت يوما فارس العشق القديم
وبأن عمري صار بيتا
من بيوت العنكبوت
ولأنني رغم القبور. ورغم موت الأرض
أرفض أن أموت
قالوا بأني فارس ما زال يرفض أن يموت
اليوم الأول بعد رحيل الشمس
(2)
ما زال حبك أمنيات حائرات في دمي
أشتاق كالأطفال ألهو. ثم أشعر بالدوار
وأظل أحلم بالذي قد كان يوما.
أحمل الذكرى على صدري شعاعا.
كلما أختنق النهار
والدار يخنقها السكون
فئران حارتنا تعربد في البيوت
وسنابل الأحلام في يأس تموت
نظرت للمرآة في صمت حزين
العمر يرسم في تراب الوجه أحزان السنين
أصبحت بعدك كالعوز يردد الكلمات
يمضغها وينساها. ويأكلها
ويدرك أن شيئا لا يقال
ما عدت أعبأ بالكلام
فالناس تعرف ما يقال
كل الذي عندي كلام لا يقال
اليوم الأول بعد المئة لرحيل الشمس
(3)
ولدي يسألني: لماذا أنت يا أبتي حزين.
لم تبتسم من ألف عام
أترى تخاف.
الوحش يا أبتاه في النهر الكبير
قالوا بأن الوحش قد أكل الطيور
ما زال يأكل في الزهور
الوحش يأكلنا ويشرب عمرنا
ويدور في كل الشوارع يخنق الأطفال يعبث بالقبور
الوحش يشرب كل ماء النهر ثم يبول في النهر العجوز
ويعود يشرب من جديد
والنهر بئر من دموع الناس
النهر جرح غائر الأعماق
تنبت في جوانحه الجراح
والوحش يسكر بالجراح
أشتاق عطرك كلما عادت مع الليل الهموم
ولدي يقول بأنني
لم أبتسم من ألف عام
قلبي وحزن النهر والأيتام في برد الطريق
حزني عنيد لا ينام
اليوم الأول بعد الألف لرحيل الشمس
(4)
في الدرب رائحة ومنديلي قديم
تتسلل الأحزان بين جوانحي
تتزاحم الرعشات بين أصابعي.
قد مات عصفوري الصغير
قد ظل يصرخ في عيون الناس يلتمس النجاة.
سقط الصغير على جناح الدار وانسابت دماه
الريش يعبث في عيوني مثل غيمات الشتاء
ويطير بين جوانحي شبح الدماء
ويصيح في صدري البكاء
عصفورنا في الدرب مات
يمضي علينا العمر. والحلم الجميل
ما زال في صمت يقاوم كل أحزان الرحيل
اليوم الأول بعد. لرحيل الشمس
(5)
أصبحت لا ألقاك صرت سحابة
عبرت على عمري كما يهفوالنسيم
ورجعت للحزن الطويل
ما زلت ألمح بعض عطرك بين أطياف الأصيل
يمضي الزمان بعمرنا
الخوف يسخر بالقلوب
واليأس يسخر بالمنى
والناس تسخر بالنصيب
عصفورنا قد مات
من قال إن العمر يحسب بالسنين
الليل لم يرحم رحيل الزيت من قنديلنا
أخفى شعاعا كان يحمله القمر
والشمعة الثكلى تساقط ضوءها
ثم انزوت تبكي على صدر الظلام
وأنا أحدق. كل شيء صار بعدك صامتا
الليل والقمر الذبيح
الشمعة الحيرى ومزماري الجريح
من يأخذ الأيام والعمر الطويل
لتعود شمس مدينتي
يا شمس. فارسك القديم.
مازال يبكي عمره بعد الرحيل
******************************
ماذا اصابك يا وطن
أنا من سنين لم أره
لكن شيئا ظل في قلبي زمانا يذكره.
عمي فرج.
رجل بسيط الحال
لم يعرف من الأيام شيئاً
غير صمت المتعبين
كنا إذا اشتدت رياح الشك
بين يديه نلتمس اليقين.
كنا إذا غابت خيوط الشمس عن عينيه
شيء في جوانحنا يضل. ويستكين
كنا إذا حامت علي الأيام أسراب
من اليأس الجسور نراه كنز الحالمين.
كم كان يمسك ذقنه البيضاء في ألم
وينظر في حقول القمح
والفئران تسكر من دماء الكادحين
عمي فرج.
يوما تقلب فوق ظهر الحزن
أخرج صفحة صفراء إعلانا بطول الأرض
يطلب في بلاد النفط بعض العاملين
همس الحزين وقال في ألم:
أسافر. كيف يا الله
أحتمل البعاد عن البنية. والبنين ؟!.
لم لا أحج. فهل أموت ولا أري
خير البرية أجمعين.
لم لا أسافر. كلها أوطاننا.
ولأننا في الهم شرق. بيننا نسب ودين.
لكنه وطني الذي أدمي فؤادي من سنين
ما عاد يذكرني. نساني.
كل شيء فيك يامصر الحبيبة
سوف ينسي بعد حين.
أنا لست أول عاشق نسيته هذي الأرض
كم نسيت ألوف العاشقين.
عمي فرج.
قد حان ميعاد الرجوع إلي الوطن
الكل يصرخ فوق أضواء السفينة
كلما اقتربت خيوط الضوءعاودنا الشجن
أهواك يا وطني.
فلا الأحزان أنستني هواك ولا الزمن
عمي فرج.
وضع القميص علي يديه
وصاح: يا أحباب لا تتعجبوا
إني أشم عبير ماء النيل فوق الباخره
هيا احملوا عيني علي كفي
أكاد الآن ألمح كل مئذنة
تطوف علي رحاب القاهره.
هيا احملوني
كي أري وجه الوطن.
دوت وراء الأفق فرقعة
أطاحت بالقلوب المستكينه
والماء يفتح ألف باب
والظلام يدق أرجاء السفينه
غاصت جموع العائدين تناثرت
في الليل صيحات حزينه
عمي فرج.
قد قام يصرخ تحت أشلاء السفينه
رجل عجوز
في خريف العمر من منكم يعينه
رجل عجوز .آه يا وطني
أمد يدي نحوك ثم يقطعها الظلام
وأظل أصرخ فيك: أنقذنا. حرام
وتسابق الموت الجبان.
واسودت الدنيا وقام الموت
يروي قصة البسطاء
في زمن التخاذل والتنطع والهوان.
وسحابة الموت الكئيب
تلف أرجاء المكان
عمي فرج.
بين الضحايا كان يغمض عينه
والموج يحفر قبره بين الشعاب.
وعلي يديه تطل مسبحة ويهمس في عتاب
الآن يا وطني أعود إليك
توصد في عيوني كل باب
لم ضقت يا وطني بنا
قد كان حلمي أن يزول الهم عني. عند بابك
قد كان حلمي أن أري قبري علي أعتابك
الملح كفنني وكان الموج أرحم من عذابك
ورجعت كي أرتاح يوما في رحابك
وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك
فبخلت يوما بالسكن
والآن تبخل بالكفن
ماذا أصابك يا وطن.
************************
لو استطيع حبيبتي.
لو أستطيع حبيبتي.
لنثرت شيئا من عبيرك
بين أنياب الزمان
فلعله يوما يفيق ويمنح الناس الأمان
لو أستطيع حبيبتي
لجعلت من عينيك صبحا
في غدير من حنان
ونسجت أفراح الحياة حديقة
لا يدرك الإنسان شطآنا. لها
وجعلت أصنام الوجود معابدا
ينساب شوق الناس. إيمانا بها
لو أستطيع حبيبتي
لنثرت بسمتك التي
يوما غفرت بها الخطايا. والجراح
وجمعت كل الناس حول ضيائها
كي يدركوا معنى الصباح
لو أستطيع حبيبتي
لغرست من أغصان شعرك واحة
وجعلتها بيتا تحج لها الجموع
وجعلت ليل الأرض نبعا من شموع
ومحوت عن وجه المنى شبح الدموع
فغدا سنهزم
في جوانحنا
المخاوف. والظنون
ونعود بالأمل الحنون.
فالحلم رغم اليأس يسبح في العيون
ما زال يسبح في العيون
ما زلت أحلم
يا رفيقة حزن أيامي وما زال الجنون
فالحلم في زمن الظلام مخاوف
وضياع أيام وشيء من جنون
لكنني ما زلت رغم الخوف
رغم اليأس رغم الحزن
أعرف من نكون.
هيا لنحلم بين أعشاب السكون
فغدا سنصبح للربيع حديقة
ويصيح صمت الأرض. فليحيا الجنون
************************
مرثيه حلم
دعني وجرحي فقد خابت أمانينا
هل من زمان يعيد النبض يحيينا
يا ساقي الحزن لا تعجب في وطني
نهر من الحزن يجري في روابينا
كم من زمان كئيب الوجه فرقنا
واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا
جرحي عميق خدعنا في المداوينا
لا الجرح يشفى ولا الشكوى تعزينا
كان الدواء سموما في ضمائرنا
فكيف جئنا بداء كي يداوينا
هل من طبيب يداوي جرح أمته
هل من إمام لدرب الحق يهدينا
كان الحنين إلى الماضي يؤرقنا
واليوم نبكي على الماضي ويبكينا
من يرجع العمر منكم من يبادلني
يوما بعمري ونحيي طيف ماضينا
إنا نموت فمن بالحق يبعثنا
لم يبق شيء سوى صمت يواسينا
صرنا عرايا أمام الناس يفزعنا
ليل تخفى طويلا في مآقينا
صرنا عرايا وكل الأرض قد شهدت
أنا قطعنا بأيدينا أيادينا
يوما بنينا قصور المجد شامخة
والآن نسأل عن حلم يوارينا
أين الإمام رسول الله يجمعنا
فاليأس والحزن كالبركان يلقينا
دين من النور بين الخلق جمعنا
ودين طه ورب الناس يغنينا
يا جامع الناس حول الحق قد وهنت
فينا المروءة أعيتنا مآسينا
بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحرت
ونحن في العار نسقي وحلنا طينا
بغداد تبكي وطهران يحاصرها
بحر من الدم بات الآن يسقينا
هذي دمانا رسول الله تغرقنا
هل من زمان بنور العدل يحمينا
أي الدماء شهيد كلها حملت
في الليل يوما سهام القهر تردينا
القدس في القيد تبكي من فوارسها
دمع المنابر يشكوللمصلينا
حكامنا ضيعونا حينما اختلفوا
باعوا المآذن والقرآن والدينا
حكامنا أشعلوا النيران في غدنا
ومزقوا الصبح في أحشاء وادينا
مالي أرى الخوف فينا ساكنا أبدا
ممن نخاف ألم نعرف أعادينا؟
أعداءنا من أضاعوا السيف من يدنا
وأودعونا سجون الليل تطوينا
أعداؤنا من توارى صوتهم فزعا
والأرض تسبى وبيروت تنادينا
أعدائنا أوهمونا آه كم زعموا
وكم خدعنا بوعد عاش يشقينا
قد خدرونا بصبح كاذب زمنا.
فكيف نأمل في يأس يمنينا
أي الحكايا ستروى عارنا جلل
نحن الهوان وذل القدس يكفينا
من باعنا خبروني كلهم صمتوا
والأرض صارت مزانا للمرابينا
هل من زمان نقي يف ضمائرنا
يحيي الشموخ الذي ولى فيحيينا
يا ساقي الحزن دعني إنني ثمل
إنا شربناه قهرا ما بأيدينا
عمري شموع على درب المنى احترقت
والعمر ذاب وصار الحلم سكينا
كم من ظلام ثقيل عاش يغرقنا
حتى انتفضنا فمزقنا دياجينا
العمر في الحلم أودعناه من زمن
والحلم ضاع ولا شيء يعزينا
كنا نرى الحق نورا في بصائرنا
والآن للزيف حصن في مآقينا
كنا إذا ما توارى الحلم عانقنا
حلم جديد يغني في روابينا
كنا إذا خاننا فرع نقطعه
وفوق أشلاءه تمضي أغانينا
كنا إذا ما استكان النور في دمنا
في الصبح ننسى ظلاما عاش يطوينا
كنا إذا اشتد فينا اليأس وانكسرت
منا السيوف ونادانا. منادينا
عدنا إلى الله عل الله يرحمنا
والآن نخجل منه من معاصينا
الآن يرجف سيف الزور في يدنا
فكيف صارت كهوف الزيف تؤوينا
هل من زمان يعيد السيف مشتعلا
لا شيء والله غير السيف يبقينا
يا خالد السيف لا تعجب ففي زمني
باعوا المآذن والقرآن راضينا
هم من ترابك يا ابن العاص في دمنا
ثأر طويل لهيب العار يكوينا
قم يا بلال وأذن صمتنا عدم
كل الذي كان طهرا لم يعد فينا
هل من صلاح بسيف الحق يجمعنا
في القدس يوما فيحييها. ويحيينا
هل من صلاح يداوي جرح أمته
ويطلع الصبح نارا من ليالينا
هل من صلاح الشعب هده أمل
ما زال رغم عناد الجرح يشفينا
هل من صلاح يعيد السيف في يدنا
ولتبتروها فقد شلت أيادينا
حزني عنيد وجرحي أنت يا وطني
لا شيء بعدك مهما كان. يغنينا
إني أرى القدس في عينيك ساجدة
تبكي عليك وأنت الآن تبكينا
آه من العمر جرح عاش في دمنا
جئنا نداويه يأبى أن يداوينا
ما زال في العين طيف القدس يجمعنا
لا الحلم مات ولا الأحزان تنسينا
لا القدس عادت ولا أحلامنا هدأت
وقد نموت وتحيينا أمانينا
ما أثقل العمر. لا حلم ولا وطن.
ولا أمان ولا سيف. ليحمينا
***********************************
انا والليل. والشعر
ويسألني الليل أين الرفاق
وأين رحيق المنى والسنين؟
وأين النجوم تناجيك عشقا
وتسكب في راحتيك الحنين؟
وأين النسيم وقد هام شوقا
بعطر من الهمس لا يستكين؟
وأين هواك بدرب الحيارى
يتيه اختيالا على العاشقين؟
فقلت: أتسألني عن زمان
يمزق حبا أبى أن يلين؟
وساءلت دهري: أين الأماني؟
فقال: توارت مع الراحلين
ولم يبق شيء سوى أغنيات
وأطياف لحن شجي الرنين
وحدقت في الكأس: أين الرفاق؟
فقالت: تعبت من السائلين
ففي كل يوم طيور تغني
وزهر يناجي ونجم حزين
ودار تسائلني مقلتاها:
متى سيعود صفاء السنين؟
وفوق النوافذ أشلاء عطر
ينام حزينا على الياسمين
ثيابك في البيت تبكي عليك
ترى في الثياب يعيش الحنين؟!
وعطرك في كل ركن ودرب
وقد عاش بعدك مثل السجين
ويسألني الشعر: هل صرت كهلا؟
فقلت: توارى عبير الشباب
فقال بحزن: أريدك حبا
وشوقا يطير بنا للسحاب
أريدك طير على كل روض
أريدك زهرا على كل باب
أريدك خمرا بكأس الزمان
فقد يسكر الدهر فينا العذاب
أريدك لحنا شجي المعاني
ولو عشت تجري وراء السراب
أريدك لليوم دع ما تولى
ودعك من النبش بين التراب
ففي الروض زهر وعطر. وطير
وفي الأفق تعلو الأغاني العذاب
قضيت حياتك تنعي الشباب
وترثي العهود وتبكي الصحاب
نظرت إلى الشعر: ماذا تريد؟
فقال: نعيد ليالي الشباب
فقلت: ترى هل تفيد الأماني
إذا ما ارتمت فوق صدر السراب؟
وساعة صفو سترحل عنا
ونرجع يوما لدار العذاب
وفي كل يوم سنبني قصورا
غدا سوف نتركها للتراب.
**********************
شهداؤنا
شهداؤنا بين المقابر يهمسون.
والله إنا قادمون.
في الأرض ترتفع الأيادي.
تنبُت الأصوات في صمت السكون.
والله إنا راجعون.
تتساقط الأحجار يرتفع الغبار.
تضيء كالشمس العيون.
والله إنا راجعون.
شهداؤنا خرجوا من الأكفان.
وانتفضوا صفوفًا، ثم راحوا يصرخون.
عارٌ عليكم أيها المستسلمون.
وطنٌ يُباع وأمةٌ تنساق قطعانا.
وأنتم نائمون.
شهداؤنا فوق المنابر يخطبون.
قاموا إلى لبنان صلوا في كنائسها.
وزاروا المسجد الأقصى.
وطافوا في رحاب القدس.
واقتحموا السجون.
في كل شبر.
من ثرى الوطن المكبل ينبتون.
من كل ركن في ربوع الأمة الثكلى.
أراهم يخرجونْ.
شهداؤنا وسط المجازر يهتفونْ.
الله أكبر منك يا زمن الجنونْ.
الله أكبر منك يا زمن الجنونْ.
الله أكبر منك يا زمن الجنونْ.
شهداؤنا يتقدمونْ.
أصواتهم تعلو على أسوار بيروت الحزينة.
في الشوارع في المفارق يهدرونْ.
إني أراهم في الظلام يُحاربونْ.
رغم انكسار الضوء.
في الوطن المكبل بالمهانة.
والدمامة. والمجون.
والله إنا عائدون.
أكفاننا ستضيء يومًا في رحاب القدسِ.
سوف تعود تقتحم المعاقل والحصونْ.
شهداؤنا في كل شبر يصرخونْ.
يا أيها المتنطعونْ.
كيف ارتضيتم أن ينام الذئب.
في وسط القطيع وتأمنونْ؟
وطن بعرْض الكون يُعرض في المزاد.
وطعمة الجرذان.
في الوطن الجريح يتاجرون.
أحياؤنا الموتى على الشاشات.
في صخب النهاية يسكرون.
من أجهض الوطن العريق.
وكبل الأحلام في كل العيون.
يا أيها المتشرذمون.
سنخلص الموتى من الأحياء.
من سفه الزمان العابث المجنون.
والله إنا قادمون.
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا
بل أحياء عند ربهم يرزقون"
شهداؤنا في كل شبر.
في البلاد يزمجرونْ.
جاءوا صفوفًا يسألونْ.
يا أيها الأحياء ماذا تفعلونْ.
في كل يوم كالقطيع على المذابح تصلبونْ.
تتنازلون على جناح الليل.
كالفئران سرًّا للذئاب تهرولونْ.
وأمام أمريكا.
تُقام صلاتكم فتسبحونْ.
وتطوف أعينكم على الدولارِ.
فوق ربوعه الخضراء يبكي الساجدونْ.
صور على الشاشاتِ.
جرذان تصافح بعضها.
والناس من ألم الفجيعة يضحكونْ.
في صورتين تُباع أوطان، وتسقط أمةٌ.
ورؤوسكم تحت النعالِ. وتركعونْ.
في صورتين.
تُسلَّم القدس العريقة للذئاب.
ويسكر المتآمرون.
شهداؤنا في كل شبر يصرخونْ.
بيروت تسبح في الدماء وفوقها
الطاغوت يهدر في جنونْ.
بيروت تسألكم أليس لعرضها
حق عليكم؟ أين فر الرافضونْ؟
وأين غاب البائعونْ؟
وأين راح. الهاربونْ؟
الصامتون. الغافلون. الكاذبونْ.
صمتوا جميعًا.
والرصاص الآن يخترق العيونْ.
وإذا سألت سمعتَهم يتصايحونْ.
هذا الزمان زمانهم.
في كل شيء في الورى يتحكمونْ.
لا تسرعوا في موكب البيع الرخيص فإنكم
في كل شيء خاسرونْ.
لن يترك الطوفان شيئًا كلكمْ
في اليم يومًا غارقون.
تجرون خلف الموتِ
والنخَّاس يجري خلفكم.
وغدًا بأسواق النخاسة تُعرضونْ.
لن يرحم التاريخ يومًا.
من يفرِّط أو يخونْ.
كهاننا يترنحونْ.
فوق الكراسي هائمونْ.
في نشوة السلطان والطغيانِ.
راحوا يسكرونْ.
وشعوبنا ارتاحت ونامتْ.
في غيابات السجونْ.
نام الجميع وكلهم يتثاءبونْ.
فمتى يفيق النائمونْ؟
متى يفيق النائمون؟.
***************************
عتاب من قبر.
يا أيها الطيف البعيد
في القلب شيء. من عتاب
ودعت أيامي و ودعني الشباب
لم يبق شيء من وجودي غير ذرات التراب
وغدوت يا دنياي وحدي لا أنام
الصمت ألحان أرددها هنا وسط الظلام
لا شيء عندي لا رفيق. ولا كتاب
لم يبق شيء في الحنايا غير حزن. و اكتئاب
فلقد غدوت اليوم جزءا من تراب
بالرغم من هذا أحن إلى العتاب.
أعطيتك الحب الذي يرويك من ظمأ الحياة
أعطيتك الأشواق من عمر تداعى. في صباه
قد قلت لي يوما:
(سأظل رمزا للوفاء
فإذا تلاشى العمر يا عمري
ستجمعنا السماء)
ورحلت يوما. للسماء
وبنيت قصرا من ظلال الحب
في قلب العراء
وأخذت أنسج من حديث الصمت
ألحانا جميلة.
وأخذت أكتب من سطور العشق
أزجالا طويلة
ودعوت للقصر الطيور
وجمعت من جفن الأزاهر
كل أنواع العطور
وفرشت أرض القصر
أثواب الأمل
وبنيت أسوارا من الأشواق
تهفو. للقبل
وزرعت حول القصر زهر الياسمين
قد كنت دوما تعشقين الياسمين
وجمعت كل العاشقين
فتعلموا مني الوفاء
وأخذت أنتظر اللقاء.
ورأيت طيفك من بعيد.
يهفو إلى حب جديد
وسمعت همسات الهوى
تنساب في صوت الطبول.
لم خنت يا دنياي؟!
أعطيتك الحب الذي يكفيك عشرات السنين
وقضيت أيامي يداعبني الحنين.
ماذا أقول؟
ماذا أقول و حبي العملاق في قلبي. يثور؟
قد صار لحنا ينشد الأشواق في دنيا القبور
قد عشت يا دنياي أحلم. باللقاء
وبنيت قصرا في السماء
القصر يا عمري هنا أبقى القصور
فهواك في الدنيا غرور في غرور.
ما أحقر الدنيا وما أغبى الحياة
فالحب في الدنيا كأثواب العراة
فإذا صعدتم للسماء.
سترون أن العمر وقت ضائع وسط الضباب.
سترون أن الناس صارت كالذئاب
سترون أن الناس ضاعت في متاهات الخداع.
سترون أن الأرض تمشي للضياع
سترون أشباح الضمائر
في الفضاء. تمزقت
سترون آلام الضحايا
في السكون. تراكمت
وإذا صعدتم للسماء.
سترون كل الكون في مرآتنا
سترون وجه الأرض في أحزاننا.
أما أنا
فأعيش وحدي في السماء
فيها الوفاء
والأرض تفتقد الوفاء
ما أجمل الأيام في دنيا السحاب.
لا غدر فيها, لا خداع, ولا ذئاب
*********************************
وكلانا في صمت سجين
لن أقبل صمتك بعد اليوم
لن أقبل صمتي
عمري قد ضاع على قدميك
أتأمل فيك. وأسمع منك.
ولا تنطق.
أطلالي تصرخ بين يديك
حرك شفتيك
أنطق كي أنطق
أصرخ كي أصرخ
ما زال لساني مصلوبا بين الكلمات
عار أن تحيا مسجونا فوق الطرقات
عار أن تبقى تمثالا
وصخورا تحكي ما قد فات
عبدوك زمانا واتحدت فيك الصلوات
وغدوت مزارا للدنيا
خبرني ماذا قد يحكي صمت الأموات
ماذا في رأسك خبرني.
أزمان عبرت.
وملوك سجدت.
وعروش سقطت
وأنا مسجون في صمتك
أطلال العمر على وجهي
نفس الأطلال على وجهك
الكون تشكل من زمن
في الدنيا موتى. أوأحياء
لكنك شيء أجهله
لا حي أنت. ولا ميت
وكلانا في الصمت سواء
أعلن عصيانك لم أعرف لغة العصيان
فأنا إنسان يهزمني قهر الإنسان.
وأراك الحاضر والماضي
وأراك الكفر مع الإيمان
أهرب فأراك على وجهي
وأراك القيد يمزقني
وأراك القاضي. والسجان.
أنطق كي أنطق
أصحيح أنك في يوم طفت الآفاق
وأخذت تدور على الدنيا
وأخذت تدور مع الأعماق
تبحث عن سر الأرض.
وسر الخلق.
وسر الحب
وسر الدمعة والأشواق.
وعرفت السر ولم تنطق
ماذا في قلبك خبرني.
ماذا أخفيت؟
هل كنت مليكا وطغيت.
هل كنت تقيا وعصيت
ظلموك جهارا
صلبوك لتبقى تذكارا
قل لي من أنت.؟
دعني كي أدخل في رأسك
ويلي من صمتي. من صمتك
سأحطم رأسك كي تنطق.
سأهجم صمتك كي أنطق.
أحجارك صوت يتوارى
يتساقط مني في الأعماق
والدمعة في قلبي نار
تشتعل حريقا في الأحداق
رجل البوليس يقيدني
والناس تصيح:
هذا المجنون
حطم تمثال أبي الهول
لم أنطق شيئا بالمرة
ماذا. سأقول
ماذا سأقول
**************************
عندما يرحل رفاق
تاهت خطاي عن الطريق
لا ضوء فيه. ولا حياة. ولا رفيق
والبيت. أين البيت؟!
قد صار كالأمل الغريق
وعواصف الأيام تقتلع الجوانح
بالأسى الدامي. العميق
وتلعثمت شفتاي قلت لعلني
أخطأت. في الليل الطريق
وسمعت صوت الليل يسري. في شجن:
قدماك خاصمتا الطريق
رحل الرفاق أيا صديقي من زمن
يا ليل.
يا من قد جمعت على جفونك شملنا
يا من نثرت رياض دفئك حولنا
وحملت أنسام الربيع رقيقة
سكرى لترقص. بيننا
أتراك تذكر من أنا؟
أنا صاحب البيت القديم
يوما تركت لديك حبا عاش مفتون. المنى
و سمعت صوت الليل يسري. في شجن
رحل الرفاق أيا صديقي من زمن
ودخلت بيتي و السنين تشدني
وروائح الماضي القديم. تضمني
البيت يعرف خطوتي
في مدخل البيت الحزين رأيت كل حكايتي
الأرض تبتلع الزهور
وأزهار النوار في تابوتها
أطلال عطر. أو قشور
فوق القاعد كانت الحشرات تجري. أو تدور
والهمس يسري بينها
جمع التراب رفاقه حولي و حدق. في غرور:
أتراك جئت لكي تحطم بيتنا
وسألته في دهشة:
أتراك تعرف من أنا؟
أنا صاحب البيت القديم
نهض التراب وقال في غضب:
شيء عجيب ما أرى.
ماذا تريد؟
كل الذي في البيت يعرف أنني
أصبحت صاحبه الجديد
وعلى جدار الصمت نامت صورتي
تاهت ملامحها مع الأيام مثل. حكايتي.
ودموعها تنساب كالماضي وتروي قصتي.
بجوار مقعدنا رأيت جريدة
فيها مواعيد السفر.
ومتى تعود الطائرة.
وشريط أغنية لعل رنينها
قد ظل يسرع. ثم يسرع
خلف ذكرى. حائرة
فتوقفت نبضاتها.
وسمعتها:
(أيها الساهر تغفو.
تذكر العهد. وتصحو.
وإذا ما التأم جرح جد بالتذكار. جرح
فتعلم كيف تنسى و تعلم. كيف تمحو)
وعلى سريري ماتت الأحلام وانتهت. المنى
يا حجرتي. يا صورتي.
يا كل ما أحببت من هذا الوجود
يا وردتي يا أعذب الألحان في دنيا الورود
أنا صاحب البيت القديم!
لا شيء ينطق في السكون
لا شيء يعرف. من أكون؟!
وسمعت صوتا يقتل الصمت الرهيب:
أنت الذي ترك الزهور.
لكي تموت من الصقيع.
كل الذي في البيت عاش وظل يحلم بالربيع.
كل الذي في البيت مات
كل الذي في البيت مات
ومضيت نحو الصوت تنهرني الخطى.
فوجدته قلمي ينام على كتاب
ودماؤه الحيرى تئن على التراب
ومضى يحدثني بحزن. واكتئاب:
لم يا صديقي قد هجرتم بيتنا
وتركتم الحب الصغير يموت حزنا. بيننا
في كل يوم كان يسأل: أين أمي؟؟ أين راح أبي؟!
تراني. من أنا؟!
ما زلت أذكر يا رفيقي ساعة الأمس الحزين
أنا لا أصدق أن قلبك جرب الأشواق
أو ذاق الحنين
ما كنت أحسب أن مثلك قد يخون
أو أن طيف الحب في دنياك يوما. قد يهون
أمسكت بالقلم الذي يبكي أمامي في جنون.
هيا إلي فربما نجد الطريق
هيا إلي فربما نجد الرفيق
ماذا أقول؟!
تاهت خطاي عن الطريق.!
**********************
بقايا. بقايا
لماذا أراك على كل شيء بقايا. بقايا؟
إذا جاءني الليل ألقاك طيفا.
وينساب عطرك بين الحنايا؟
لماذا أراك على كل وجه
فأجري إليك. وتأبى خطايا؟
وكم كنت أهرب كي لا أراك
فألقاك نبضا سرى في دمايا
فكيف النجوم هوت في التراب
وكيف العبير غدا. كالشظايا؟
عيونك كانت لعمري صلاة.
فكيف الصلاة غدت. كالخطايا.
لماذا أراك وملء عيوني
دموع الوداع؟
لماذا أراك وقد صرت شيئا
بعيدا. بعيدا.
توارى. وضاع؟
تطوفين في العمر مثل الشعاع
أحسك نبضا
وألقاك دفئا
وأشعر بعدك. أني الضياع
إذا ما بكيت أراك ابتسامه
وإن ضاق دربي أراك السلامة
وإن لاح في الأفق ليل طويل
تضيء عيونك. خلف الغمامة
لماذا أراك على كل شيءٍ
كأنكِ في الأرضِ كل البشر
كأنك دربٌ بغير انتهاءٍ
وأني خلقت لهذا السفر.
إذا كنت أهرب منكِ. إليكِ
فقولي بربكِ. أين المفر؟!
****************************
شهداؤنا
شهداؤنا بين المقابر يهمسون.
والله إنا قادمون.
في الأرض ترتفع الأيادي.
تنبُت الأصوات في صمت السكون.
والله إنا راجعون.
تتساقط الأحجار يرتفع الغبار.
تضيء كالشمس العيون.
والله إنا راجعون.
شهداؤنا خرجوا من الأكفان.
وانتفضوا صفوفًا، ثم راحوا يصرخون.
عارٌ عليكم أيها المستسلمون.
وطنٌ يُباع وأمةٌ تنساق قطعانا.
وأنتم نائمون.
شهداؤنا فوق المنابر يخطبون.
قاموا إلى لبنان صلوا في كنائسها.
وزاروا المسجد الأقصى.
وطافوا في رحاب القدس.
واقتحموا السجون.
في كل شبر.
من ثرى الوطن المكبل ينبتون.
من كل ركن في ربوع الأمة الثكلى.
أراهم يخرجونْ.
شهداؤنا وسط المجازر يهتفونْ.
الله أكبر منك يا زمن الجنونْ.
الله أكبر منك يا زمن الجنونْ.
الله أكبر منك يا زمن الجنونْ.
شهداؤنا يتقدمونْ.
أصواتهم تعلو على أسوار بيروت الحزينة.
في الشوارع في المفارق يهدرونْ.
إني أراهم في الظلام يُحاربونْ.
رغم انكسار الضوء.
في الوطن المكبل بالمهانة.
والدمامة. والمجون.
والله إنا عائدون.
أكفاننا ستضيء يومًا في رحاب القدسِ.
سوف تعود تقتحم المعاقل والحصونْ.
شهداؤنا في كل شبر يصرخونْ.
يا أيها المتنطعونْ.
كيف ارتضيتم أن ينام الذئب.
في وسط القطيع وتأمنونْ؟
وطن بعرْض الكون يُعرض في المزاد.
وطعمة الجرذان.
في الوطن الجريح يتاجرون.
أحياؤنا الموتى على الشاشات.
في صخب النهاية يسكرون.
من أجهض الوطن العريق.
وكبل الأحلام في كل العيون.
يا أيها المتشرذمون.
سنخلص الموتى من الأحياء.
من سفه الزمان العابث المجنون.
والله إنا قادمون.
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا
بل أحياء عند ربهم يرزقون"
شهداؤنا في كل شبر.
في البلاد يزمجرونْ.
جاءوا صفوفًا يسألونْ.
يا أيها الأحياء ماذا تفعلونْ.
في كل يوم كالقطيع على المذابح تصلبونْ.
تتنازلون على جناح الليل.
كالفئران سرًّا للذئاب تهرولونْ.
وأمام أمريكا.
تُقام صلاتكم فتسبحونْ.
وتطوف أعينكم على الدولارِ.
فوق ربوعه الخضراء يبكي الساجدونْ.
صور على الشاشاتِ.
جرذان تصافح بعضها.
والناس من ألم الفجيعة يضحكونْ.
في صورتين تُباع أوطان، وتسقط أمةٌ.
ورؤوسكم تحت النعالِ. وتركعونْ.
في صورتين.
تُسلَّم القدس العريقة للذئاب.
ويسكر المتآمرون.
شهداؤنا في كل شبر يصرخونْ.
بيروت تسبح في الدماء وفوقها
الطاغوت يهدر في جنونْ.
بيروت تسألكم أليس لعرضها
حق عليكم؟ أين فر الرافضونْ؟
وأين غاب البائعونْ؟
وأين راح. الهاربونْ؟
الصامتون. الغافلون. الكاذبونْ.
صمتوا جميعًا.
والرصاص الآن يخترق العيونْ.
وإذا سألت سمعتَهم يتصايحونْ.
هذا الزمان زمانهم.
في كل شيء في الورى يتحكمونْ.
لا تسرعوا في موكب البيع الرخيص فإنكم
في كل شيء خاسرونْ.
لن يترك الطوفان شيئًا كلكمْ
في اليم يومًا غارقون.
تجرون خلف الموتِ
والنخَّاس يجري خلفكم.
وغدًا بأسواق النخاسة تُعرضونْ.
لن يرحم التاريخ يومًا.
من يفرِّط أو يخونْ.
كهاننا يترنحونْ.
فوق الكراسي هائمونْ.
في نشوة السلطان والطغيانِ.
راحوا يسكرونْ.
وشعوبنا ارتاحت ونامتْ.
في غيابات السجونْ.
نام الجميع وكلهم يتثاءبونْ.
فمتى يفيق النائمونْ؟
متى يفيق النائمون؟.
********************
عتاب من قبر.
يا أيها الطيف البعيد
في القلب شيء. من عتاب
ودعت أيامي و ودعني الشباب
لم يبق شيء من وجودي غير ذرات التراب
وغدوت يا دنياي وحدي لا أنام
الصمت ألحان أرددها هنا وسط الظلام
لا شيء عندي لا رفيق. ولا كتاب
لم يبق شيء في الحنايا غير حزن. و اكتئاب
فلقد غدوت اليوم جزءا من تراب
بالرغم من هذا أحن إلى العتاب.
أعطيتك الحب الذي يرويك من ظمأ الحياة
أعطيتك الأشواق من عمر تداعى. في صباه
قد قلت لي يوما:
(سأظل رمزا للوفاء
فإذا تلاشى العمر يا عمري
ستجمعنا السماء)
ورحلت يوما. للسماء
وبنيت قصرا من ظلال الحب
في قلب العراء
وأخذت أنسج من حديث الصمت
ألحانا جميلة.
وأخذت أكتب من سطور العشق
أزجالا طويلة
ودعوت للقصر الطيور
وجمعت من جفن الأزاهر
كل أنواع العطور
وفرشت أرض القصر
أثواب الأمل
وبنيت أسوارا من الأشواق
تهفو. للقبل
وزرعت حول القصر زهر الياسمين
قد كنت دوما تعشقين الياسمين
وجمعت كل العاشقين
فتعلموا مني الوفاء
وأخذت أنتظر اللقاء.
ورأيت طيفك من بعيد.
يهفو إلى حب جديد
وسمعت همسات الهوى
تنساب في صوت الطبول.
لم خنت يا دنياي؟!
أعطيتك الحب الذي يكفيك عشرات السنين
وقضيت أيامي يداعبني الحنين.
ماذا أقول؟
ماذا أقول و حبي العملاق في قلبي. يثور؟
قد صار لحنا ينشد الأشواق في دنيا القبور
قد عشت يا دنياي أحلم. باللقاء
وبنيت قصرا في السماء
القصر يا عمري هنا أبقى القصور
فهواك في الدنيا غرور في غرور.
ما أحقر الدنيا وما أغبى الحياة
فالحب في الدنيا كأثواب العراة
فإذا صعدتم للسماء.
سترون أن العمر وقت ضائع وسط الضباب.
سترون أن الناس صارت كالذئاب
سترون أن الناس ضاعت في متاهات الخداع.
سترون أن الأرض تمشي للضياع
سترون أشباح الضمائر
في الفضاء. تمزقت
سترون آلام الضحايا
في السكون. تراكمت
وإذا صعدتم للسماء.
سترون كل الكون في مرآتنا
سترون وجه الأرض في أحزاننا.
أما أنا
فأعيش وحدي في السماء
فيها الوفاء
والأرض تفتقد الوفاء
ما أجمل الأيام في دنيا السحاب.
لا غدر فيها, لا خداع, ولا ذئاب
*********************
وكلانا في صمت سجين
لن أقبل صمتك بعد اليوم
لن أقبل صمتي
عمري قد ضاع على قدميك
أتأمل فيك. وأسمع منك.
ولا تنطق.
أطلالي تصرخ بين يديك
حرك شفتيك
أنطق كي أنطق
أصرخ كي أصرخ
ما زال لساني مصلوبا بين الكلمات
عار أن تحيا مسجونا فوق الطرقات
عار أن تبقى تمثالا
وصخورا تحكي ما قد فات
عبدوك زمانا واتحدت فيك الصلوات
وغدوت مزارا للدنيا
خبرني ماذا قد يحكي صمت الأموات
ماذا في رأسك خبرني.
أزمان عبرت.
وملوك سجدت.
وعروش سقطت
وأنا مسجون في صمتك
أطلال العمر على وجهي
نفس الأطلال على وجهك
الكون تشكل من زمن
في الدنيا موتى. أوأحياء
لكنك شيء أجهله
لا حي أنت. ولا ميت
وكلانا في الصمت سواء
أعلن عصيانك لم أعرف لغة العصيان
فأنا إنسان يهزمني قهر الإنسان.
وأراك الحاضر والماضي
وأراك الكفر مع الإيمان
أهرب فأراك على وجهي
وأراك القيد يمزقني
وأراك القاضي. والسجان.
أنطق كي أنطق
أصحيح أنك في يوم طفت الآفاق
وأخذت تدور على الدنيا
وأخذت تدور مع الأعماق
تبحث عن سر الأرض.
وسر الخلق.
وسر الحب
وسر الدمعة والأشواق.
وعرفت السر ولم تنطق
ماذا في قلبك خبرني.
ماذا أخفيت؟
هل كنت مليكا وطغيت.
هل كنت تقيا وعصيت
ظلموك جهارا
صلبوك لتبقى تذكارا
قل لي من أنت.؟
دعني كي أدخل في رأسك
ويلي من صمتي. من صمتك
سأحطم رأسك كي تنطق.
سأهجم صمتك كي أنطق.
أحجارك صوت يتوارى
يتساقط مني في الأعماق
والدمعة في قلبي نار
تشتعل حريقا في الأحداق
رجل البوليس يقيدني
والناس تصيح:
هذا المجنون
حطم تمثال أبي الهول
لم أنطق شيئا بالمرة
ماذا. سأقول
ماذا سأقول
**********************
عندما يرحل رفاق
تاهت خطاي عن الطريق
لا ضوء فيه. ولا حياة. ولا رفيق
والبيت. أين البيت؟!
قد صار كالأمل الغريق
وعواصف الأيام تقتلع الجوانح
بالأسى الدامي. العميق
وتلعثمت شفتاي قلت لعلني
أخطأت. في الليل الطريق
وسمعت صوت الليل يسري. في شجن:
قدماك خاصمتا الطريق
رحل الرفاق أيا صديقي من زمن
يا ليل.
يا من قد جمعت على جفونك شملنا
يا من نثرت رياض دفئك حولنا
وحملت أنسام الربيع رقيقة
سكرى لترقص. بيننا
أتراك تذكر من أنا؟
أنا صاحب البيت القديم
يوما تركت لديك حبا عاش مفتون. المنى
و سمعت صوت الليل يسري. في شجن
رحل الرفاق أيا صديقي من زمن
ودخلت بيتي و السنين تشدني
وروائح الماضي القديم. تضمني
البيت يعرف خطوتي
في مدخل البيت الحزين رأيت كل حكايتي
الأرض تبتلع الزهور
وأزهار النوار في تابوتها
أطلال عطر. أو قشور
فوق القاعد كانت الحشرات تجري. أو تدور
والهمس يسري بينها
جمع التراب رفاقه حولي و حدق. في غرور:
أتراك جئت لكي تحطم بيتنا
وسألته في دهشة:
أتراك تعرف من أنا؟
أنا صاحب البيت القديم
نهض التراب وقال في غضب:
شيء عجيب ما أرى.
ماذا تريد؟
كل الذي في البيت يعرف أنني
أصبحت صاحبه الجديد
وعلى جدار الصمت نامت صورتي
تاهت ملامحها مع الأيام مثل. حكايتي.
ودموعها تنساب كالماضي وتروي قصتي.
بجوار مقعدنا رأيت جريدة
فيها مواعيد السفر.
ومتى تعود الطائرة.
وشريط أغنية لعل رنينها
قد ظل يسرع. ثم يسرع
خلف ذكرى. حائرة
فتوقفت نبضاتها.
وسمعتها:
(أيها الساهر تغفو.
تذكر العهد. وتصحو.
وإذا ما التأم جرح جد بالتذكار. جرح
فتعلم كيف تنسى و تعلم. كيف تمحو)
وعلى سريري ماتت الأحلام وانتهت. المنى
يا حجرتي. يا صورتي.
يا كل ما أحببت من هذا الوجود
يا وردتي يا أعذب الألحان في دنيا الورود
أنا صاحب البيت القديم!
لا شيء ينطق في السكون
لا شيء يعرف. من أكون؟!
وسمعت صوتا يقتل الصمت الرهيب:
أنت الذي ترك الزهور.
لكي تموت من الصقيع.
كل الذي في البيت عاش وظل يحلم بالربيع.
كل الذي في البيت مات
كل الذي في البيت مات
ومضيت نحو الصوت تنهرني الخطى.
فوجدته قلمي ينام على كتاب
ودماؤه الحيرى تئن على التراب
ومضى يحدثني بحزن. واكتئاب:
لم يا صديقي قد هجرتم بيتنا
وتركتم الحب الصغير يموت حزنا. بيننا
في كل يوم كان يسأل: أين أمي؟؟ أين راح أبي؟!
تراني. من أنا؟!
ما زلت أذكر يا رفيقي ساعة الأمس الحزين
أنا لا أصدق أن قلبك جرب الأشواق
أو ذاق الحنين
ما كنت أحسب أن مثلك قد يخون
أو أن طيف الحب في دنياك يوما. قد يهون
أمسكت بالقلم الذي يبكي أمامي في جنون.
هيا إلي فربما نجد الطريق
هيا إلي فربما نجد الرفيق
ماذا أقول؟!
تاهت خطاي عن الطريق.!
***********************
عندما يرحل رفاق
تاهت خطاي عن الطريق
لا ضوء فيه. ولا حياة. ولا رفيق
والبيت. أين البيت؟!
قد صار كالأمل الغريق
وعواصف الأيام تقتلع الجوانح
بالأسى الدامي. العميق
وتلعثمت شفتاي قلت لعلني
أخطأت. في الليل الطريق
وسمعت صوت الليل يسري. في شجن:
قدماك خاصمتا الطريق
رحل الرفاق أيا صديقي من زمن
يا ليل.
يا من قد جمعت على جفونك شملنا
يا من نثرت رياض دفئك حولنا
وحملت أنسام الربيع رقيقة
سكرى لترقص. بيننا
أتراك تذكر من أنا؟
أنا صاحب البيت القديم
يوما تركت لديك حبا عاش مفتون. المنى
و سمعت صوت الليل يسري. في شجن
رحل الرفاق أيا صديقي من زمن
ودخلت بيتي و السنين تشدني
وروائح الماضي القديم. تضمني
البيت يعرف خطوتي
في مدخل البيت الحزين رأيت كل حكايتي
الأرض تبتلع الزهور
وأزهار النوار في تابوتها
أطلال عطر. أو قشور
فوق القاعد كانت الحشرات تجري. أو تدور
والهمس يسري بينها
جمع التراب رفاقه حولي و حدق. في غرور:
أتراك جئت لكي تحطم بيتنا
وسألته في دهشة:
أتراك تعرف من أنا؟
أنا صاحب البيت القديم
نهض التراب وقال في غضب:
شيء عجيب ما أرى.
ماذا تريد؟
كل الذي في البيت يعرف أنني
أصبحت صاحبه الجديد
وعلى جدار الصمت نامت صورتي
تاهت ملامحها مع الأيام مثل. حكايتي.
ودموعها تنساب كالماضي وتروي قصتي.
بجوار مقعدنا رأيت جريدة
فيها مواعيد السفر.
ومتى تعود الطائرة.
وشريط أغنية لعل رنينها
قد ظل يسرع. ثم يسرع
خلف ذكرى. حائرة
فتوقفت نبضاتها.
وسمعتها:
(أيها الساهر تغفو.
تذكر العهد. وتصحو.
وإذا ما التأم جرح جد بالتذكار. جرح
فتعلم كيف تنسى و تعلم. كيف تمحو)
وعلى سريري ماتت الأحلام وانتهت. المنى
يا حجرتي. يا صورتي.
يا كل ما أحببت من هذا الوجود
يا وردتي يا أعذب الألحان في دنيا الورود
أنا صاحب البيت القديم!
لا شيء ينطق في السكون
لا شيء يعرف. من أكون؟!
وسمعت صوتا يقتل الصمت الرهيب:
أنت الذي ترك الزهور.
لكي تموت من الصقيع.
كل الذي في البيت عاش وظل يحلم بالربيع.
كل الذي في البيت مات
كل الذي في البيت مات
ومضيت نحو الصوت تنهرني الخطى.
فوجدته قلمي ينام على كتاب
ودماؤه الحيرى تئن على التراب
ومضى يحدثني بحزن. واكتئاب:
لم يا صديقي قد هجرتم بيتنا
وتركتم الحب الصغير يموت حزنا. بيننا
في كل يوم كان يسأل: أين أمي؟؟ أين راح أبي؟!
تراني. من أنا؟!
ما زلت أذكر يا رفيقي ساعة الأمس الحزين
أنا لا أصدق أن قلبك جرب الأشواق
أو ذاق الحنين
ما كنت أحسب أن مثلك قد يخون
أو أن طيف الحب في دنياك يوما. قد يهون
أمسكت بالقلم الذي يبكي أمامي في جنون.
هيا إلي فربما نجد الطريق
هيا إلي فربما نجد الرفيق
ماذا أقول؟!
تاهت خطاي عن الطريق.!
*****************
بقايا. بقايا
لماذا أراك على كل شيء بقايا. بقايا؟
إذا جاءني الليل ألقاك طيفا.
وينساب عطرك بين الحنايا؟
لماذا أراك على كل وجه
فأجري إليك. وتأبى خطايا؟
وكم كنت أهرب كي لا أراك
فألقاك نبضا سرى في دمايا
فكيف النجوم هوت في التراب
وكيف العبير غدا. كالشظايا؟
عيونك كانت لعمري صلاة.
فكيف الصلاة غدت. كالخطايا.
لماذا أراك وملء عيوني
دموع الوداع؟
لماذا أراك وقد صرت شيئا
بعيدا. بعيدا.
توارى. وضاع؟
تطوفين في العمر مثل الشعاع
أحسك نبضا
وألقاك دفئا
وأشعر بعدك. أني الضياع
إذا ما بكيت أراك ابتسامه
وإن ضاق دربي أراك السلامة
وإن لاح في الأفق ليل طويل
تضيء عيونك. خلف الغمامة
لماذا أراك على كل شيءٍ
كأنكِ في الأرضِ كل البشر
كأنك دربٌ بغير انتهاءٍ
وأني خلقت لهذا السفر.
إذا كنت أهرب منكِ. إليكِ
فقولي بربكِ. أين المفر؟!
***********************
علي باب مصطفي
ركبُ الزمان ِ يطوف فى عبراتى
وأنا أراكَ تطل مـن عرفـــــــاتِ
وأمامكَ التاريخُ يسجـــدُ خاشعــــًا
والحقُ حولـَكَ شامـخُ الرايـــــاتِ
وتودعُ الدنيا بوجــهٍ مشـــــــــرق ٍ
فيه الجلالُ. ونبلُ كلِّ صفـــــاتِ
تبكى الجموعُ وأنتَ تهمسُ بينهـــا
قد لا أراكم فى الحجيـِــــج الآتـى
لكننى أودعــــــتُ فى أعناقكــــــــم
قرآنَ ربى. سيرتى وحيـــاتــــى
لا لن تضلوا إن تمسكتــــــــم بـــــه
فخلاصُ هذى الأرض ِفى آياتى
ويطلُ وجُهكَ خلف ستر ٍ خافــــــتٍ
فترى حشودَ الحق ِ فى الصلـواتِ
وترى الوجوهَ وقد أضاءَ جلالـُهـــــا
والد هرُ يكتبُ أقدسَ الصفحـــاتِ
وتصيحُ فيهم أن غــاية َ ديننـــــــا
طهرُ القلوبِ ورفعة ُ الغايــــــاتِ
فجرُ الضمير رسالتى لا ترجعوا
للكفر بعدى. فى ثياب طغـــــاة ِ
لا تقربوا الأصنامَ بعدى إنـــــــها
بيتُ الضلال ِ. وآفـُة الآفـــــــاتِ
ولتعْبدوا الرحمنَ ربًا واحــــــــدًا
فعلى هداهُ تفجرتْ صيحـــاتـــــى
الله خالقُ كل شىء فاجمعــــــــوا
أشلاءََكم بالحق ِ والرحمـــــــــاتِ
وحدتُ أشلاءً. جمعتُ شراذمـــًا
طلل ِ الشعوبِ بُنـَاتى
الظلمَ فى ركبِ الحيـــاةِ ضلالــــة ٌ
والعدلُ نورُ اللهِ فى الظلمـــــــاتِ
والذْمُ فى وجهِ الحيــاة جريمــــــة ٌ
وتميمة ٌ للرجس ِ واللعنـــــــــاتِ
والحقُ أولى أن تـُصانَ حصـــونـُه
ليظلَ تاجَ الأرض ِ والسمـــــــــــــــــواتِ
والأرضُ عرضٌ والدماءُ محــــارمٌ
ونقاءُ مال ِ المرءِ بالصــدقـــــــــــــــــاتِ
حرية ُ الإنسان ِغايـــة ُ ديننـــــــــا
وطريقـُنا فى كل فجـــــــــــــــر ٍ آتــــــــى
ونساؤكم فى كل بيتٍ رحمــــــــــة ٌ
تاجُ العفافِ وسَــــامُ كل فتـــــــــــــــــــــاةِ
والعدلُ دستورُ الحياةِ فإن مضــى
هَرعتْ حشوُد الظلـــم ِ بالويــــــــــــــلاتِ
والحكمُ عدلٌ والشرائعُ حكمــــــة ٌ
والنفسُ عنــدى أكبـــــرُ الحرمــــــــــــاتِ
أهلُ الكتابِ لهم حقوقٌ مثلنـــــــا
فى الأمن ِ. فى الأوطان ِ. فى الصلواتِ
اللهُ ساوى الخلق وحد بينهـــــــــم
فى العيش. فى الأنسابِ. فى الدرجاتِ
أما الحياة ُوديعة ٌفى سرهــــــــــا
هل يستوى الأحياءُ بالأمـــــــــــــواتِ ؟
ويلٌ لأرض ٍ ماتَ فجرُ ضميرها
موتُ الضمائِر قمــــــــة ُ المأســـــــــاة ِ
لكننى أيقنتُ أن رسالتــــــــــــى
فيها الهدى من خالق ِ السمــــــــــــواتِ
بلـّغْتُ يا اللهُ فاشهد أننــــــــــــــــى
لم أنسى حق رعيتى ورُعاتــــــــــــــى
زوروا المدينة َ. وأذكرونى عندها
من زار قبرى صافحته حياتـــــــــــــى
أنا لم أكن إلا رسولا ً قد خلـــــــتْ
قبلى رسالاتٌ وهدىُ عظــــــــــــــــاتِ
بشرٌ انا. ما كنتُ ربًا بينكــــــــم
بل كنت فجرًا لاح فى لحظـــــــــــــاتِ
وأفاضَ فى الدنيا. وأيقظ َأهلهـــا
بالحق ِ. والَتـَنزيل ِ. والآيـــــــــــــاتِ
فإذا بدا فى الأفق ِغيـــمٌ عابــــــثٌ
صلوا على. وأكثروا الصلــواتِ
***
ركبُ الزمان ِ يطوفُ فى نظراتى
وتتوهُ فى عمق المدى كلماتـــــــى
ماذا أقول ونورُ وجه المصطفـــى
كالصبـِح أشرقَ فى شواطىء ذاتى
ويطلُ وجُهكَ فى الحجيج كأنــــه
وجُه السماء أضاءَ فى جنباتــــــــى
يا سيدَ الخـُلـُق ِ الرفيع ِ تحيـــــة ً
من كل شوق ٍ فاضَ فى عرفــــــاتِ
طوفتَ فى أرجاءِ مكة َساعيـــــًا
وعلى منىَ ألقيتَ بالجمـــــــــــراتِ
ونظرتَ للأفق ِ البعيدِ وحولــــه
تسرى أمامكَ جنة ُ الجنـــــــــــاتِ
ووقفتَ تصرخ يا الهى أمتـــى.
فيجيبُ رب الخلق ِ بالرحمـــــــاتِ
لم تنس أمتكَ الحزينة كلمــــــا
هرعت جموعُ النــاس بالدعـــــواتِ
وسألتَ رب الكون هذا حالـُهم
فقرٌ. وجوعٌ. وامتهانُ طغــــــــاةِ
يارب هذى أمتى مغلوبــــــــــة ٌ
ما بين حكم ٍ جــائــر ٍ. وغــــــزاةِ
الركبُ ضل وشردته عواصـــفٌ
بالعجز ِ. والطغيــان ِ. والنكبــاتِ
جمعتهم فى كل شــىء كلمــــــــا
نادى المــــؤذنُ داعيــًا لصــــــــلاةِ
والآن صاروا فى الحياة بلا هدى
تبدو عليهم سكــــرة ُ الأمـــــــــواتِ
أنا فى رحابك جئتُ أحمل أمــــة ً
ماتت على أطلالهــا صرخــاتـــــــى
والحاقدونُ على الضلال ِتجمعوا
والأمة ُ الثكـلى فلــــولُ شتــــــــــاتِ
***
فى الكعبةِ الغراءِ وجهى شاخــصٌ
تتسابقُ الصلــــوتُ فى الصلـــــــواتِ
والناسُ فى الحرم ِ الشريف توافدوا
ضوءُ الوجوه يطــوفُ فى الساحـــاتِ
الله أكبرُ والحجُيـــــــــــج مواكبٌ
من كل لون قـــــادم ٍ ولغــــــــــــــاتٍ
الله وحدهم على وحى الهـــــــدى
رغمَ اختلافِ الجنــس ِ واللهجــــــاتِ
جاءوا فرادى يحملون ذنوبهــــــم
ويفيضُ صفــــحُ الله بالنفحـــــــــــاتِ
حين أستوى الرحمنُ فوق عبـــادة
العفو كان بدايـــــة َ الرحمــــــــــاتِ
***
يارب فلتجعل نهاية رحلتــــــــى
عند السؤال شفاعتــــى وثباتــــــــــى
أنا فى رحابكَ جئتُ أحمل توبتـى
خجلانَ من شططـــى ومن زلاتـــــى
أنت الغفورُ وكان ضعفى محنتى
وعذابُ قلبى كان فى هفواتـــــــــى
أشكو إليكَ الآن قلة َ حيلتـــــــى
وهوانَ عمرى. حيرتى وشتاتــى.
تتزاحُم الأيامُ بين خواطـــــــرى
ما بين ذنبٍ حائـــر وعظــــــــــاتِ
يارب سيرتَ القلوب مواطنــــــًا
للحبِ. فأغفر يا كريــم هنـَاتــــــى
قد كان ذنبى أن قلبى عاشـــــــقٌ
فأضعتُ فى عشق ِ الجمال ِحياتــى
أنتَ الذى سطرتَ قلبى غنـــــوة ً
للعاشقينَ. وهذه مأســـــــــاتـــــــى
أغفر ذنوبَ العشق ِأن جوانحــــى
ذابتْ من الأشــواق ِ والعبــــــــراتِ
والآن جئتكَ بعد أن ضاق المــدى
واثــَّاقـَلـَتْ فى رهبةٍ خطواتــــــــى
ندمًا على عمر تولى ضائعــــــًا
أم خشية ًمن طيفِ عمــــــــر ٍ آت
أسرفتُ فى ذنبى وبابك رحمتــى
ولديكَ وحدك شاطئ ونجاتـــــــى
***
فى هذه الأرض ِ الشريفةِ أشرقتْ
يومًا قلاعُ النـور والبركــــــــــاتِ
بدأ الوجودُ خطيئة ً ثم انتهــــــى
بالصفح ِ والغفـران ِفى عرفـــــاتِ
حتى أطل على الوجودِ محمــــدٌ
فازينت عرفــاتُ بالصلــــــــــواتِ
فأضاء تاريخٌ وقامت أمـــــــــــة ٌ
بالحق ِتكتبُ أروع َالصفحــــــــاتِ
وسرى على أرجائها وحى الهدى
جبريلُ يتلو أقــــــدسَ الايــــــــاتِ
ومحمدٌ فى كل ركن ٍ ساجـــــــدٌ
يُحى قلوبًا. بعد طول ِ مــــــواتِ
بدءُ الخليقةِ كان من أسرارهـــــا
حين استوت بالخلق ِ فى لحظاتِ
وتزينت لنبيّها حتى بـــــــــــــدا
نورُ الرسالةِ فـوقَ كل حصـــــاة ِ
وتكسرتْ أصنامُ مكة. وانزوى
خلفَ الحطام ِ ضلالُ ليل ٍ عــاتِ
فى حضن ِمكة َ كان ميلاد الهدى
والدهرُ يشدو أعــذبَ النغمــــاتِ
أممٌ أفاقت من ظلام ِعهودهـــــــا
واستيقظت من بعدِ طول ِسُبــاتِ
القى عليك الحاقدون ضلالهـــــم
وتسابقوا فى اللغو والســــوءاتِ
أترى يعيب الشمسَ أن ضياءهـــا
أعمى حشودَ الجهل ِ والظلمــاتِ
لو يعلم الجهلاءُ رحمة ديننـــــــا
لتسابقوا فى البر والرحمـــــــاتِ
لم يشهد التاريخُ يوما أمــــــــــة ً
جمعتْ حشودَ الحق ِفى لحظــــاتِ
لم تشهد الدنيا جموعًا سافــــــرتْ
عبرت حدود الأرض ِ والسمــواتِ
لكنه الإسلامُ وحد بينهـــــــــــــم
فتسابقــــــوا للهِ فى عرفــــــــــــاتِ
هذا هو الإسلامُ دين محبــــــــــةٍ
رغمً اختلافِ الجــاهِ والدرجـــــاتِ
***
يا للمدينة حين يبدو سحُرهـــــــــا
وتتيه فى أيامها النضـــــــــــــراتِ
ومواكبُ الصلواتِ. بين ربوعها
تهتز أركانُ الضلال ِالعاتــــــــــــى
فى ساحةِ الشهداء لحنٌ دائـــــــــم
صوتُ الخيول ِ يصولُ فى الساحاتِ
والأفقُ وحىٌ. والسماءُ بشائـــرٌ
والروضة ُ الفيحاءُ تاجُ صلاتِـــــــى
ويطوفُ وجهُ محمدٍ فى أرضهـــا
الماءُ طهرى. والحجَيـج سُقـَاتـــى
ماذا أقولُ أمام نوركَ سيـــــــــدى
وبأى وجهٍ تحتفى كلمــاتـــــــــــــى
بالعدل ِ. بالإيمان ِ. بالهمم ِالتى
شيدتها فى حكمةٍ وثبــــــــــــــاتِ ؟
أم بالرجال ِالصامدينَ على الهـــدى
بالحق ِ. والأخلاق ِ. والصلواتِ ؟
أم إنه زهدُ القلوبِ وسعيهـــــــــــا
للهِ دون مغانم ٍ وهبــــــــــــــــاتِ؟
أم أنه صدقُ العقيدة ِ عندمـــــــــــا
تعلو النفوسَ سماحُة النيــــــــاتِ؟
أم أنه الإنسانُ حين يُحيطـــــــــــه
نبلُ الجلال ِ وعفة ُالغايـــــــــاتِ؟
أم انه حبُ الشهادةِ عندمـــــــــــا
يخبو بريقُ المال والشهـــــواتِ؟
أم أنه زهدُ الرجال إذا علــــــــتَ
فينا النفوسُ عَلى نِدا الحاجــاتِ؟
أم إنه العزمُ الجليلُ وقد مضــــى
فوق الضلال ِ وخسةِ الرغباتِ ؟
بل إنه القرآنُ وحى محمــــــــــدٍ
ودليلنا فى كل عصــــــر ٍ آت.
***
يا سيدَ الدنيا. وتاجَ ضميـــــرها
أشفع لنا فى ساحة العثـــــرات ِ
أنا يا حبيب الله ضاق بـِىَ المدى
وتعثـْرتْ فى رهبةٍ نبضاتــــى
وصفوكَ قبلى فوق كل صفــــاتِ
نورُ الضمير ِ وفجرُ كل حيـــاة ِ
بشرً ولكن فى الضمير ترفــــــعُ
فاق الوجودَ. وفاقَ أى صفاتِ
وصفوكَ قبلى فانزوت أبياتـــى
وخَجلتُ من شعرى ومن كلماتى
ماذا أقولُ أمامَ بابك سيــــــدى
سكتَ الكلامُ وفاض فى عبراتى
يارب فلتجعل نهاية َ رحلتـــى
عند الحبيبِ وأن يراه رفاتـــــى
يومًا حلمتُ بأن أراه حقيقــــة ً
ياليتنى القاه عند مماتــــــــــــى.
************************
عد بي يك
عد بي إليك فإنني أشتاق كل الشوق لك
عد بي إليك بدون أن أرجوك أو أتعجلك
لا لا تعللني فإني قد مللت تعللك
إني تعبت من الرجاء كما سئمت تمهلك
ولقد يئست من الوفاء لأنه قد دللك
عد لي تعيد النبض لي لأن قلبي قد هلك
يا عارفا بملامحي وبمهجتي ما أجهلك
إني أحبك قدر ما تجري الكواكب في الفلك
***********************
مغني حزين
غنائي الحزين.
ترى هل سئمتم غنائي الحزين؟
وماذا سأفعل.
قلبي حزين
زماني حزين
وجدران بيتي
تقاطيع وجهي.
بكائي وضحكي
حزين حزين؟
أتيت إليكم.
وما كنت أعرف معنى الغناء
وغنيت فيكم. وأصبحت منكم.
وحلقت بالحلم فوق السماء.
حملت إليكم زمانا جميلا على راحتيا
وما جئت أصرخ بالمعجزات
وما كنت فيكم رسولا نبيا
فكل الذي كان عندي غناء
وما كنت أحمل سرا خفيا
وصدقتموني.
فماذا سأفعل يا أصدقاء
إذا كان صوتي توارى بعيدا
وقد كان صوتا عنيدا قويا؟
إذا كان حلمي أضحى خيالا
يطوف ويسقط في مقلتيا؟
وصار غنائي حزينا. حزين
لقد كنت أعرف أني غريب
وأن زماني زمان عجيب
وأني سأحفر نهرا صغيرا وأغرق فيه
وأني سأنشد لحنا جميلا
وأدرك أني أغني لنفسي
وأني سأغرس حلما كبيرا
ويرحل عني. وأشقى بيأسي.
فماذا سأفعل يا أصدقاء؟
أتيت إليكم بلحن جريح
لأن زماني. زمان قبيح
فجدران بيتي دمار. وريح
وبين الجوانح قلب ذبيح
فحيح الأفاعي يحاصر بيتي
ويعبث في الصمت صوت كريه
إذا راح عمر قبيح السمات
رأينا له كل يوم شبيه
وفئران بيتي صارت أسودا
فتأكل كل طعام الصغار
وتسرق عمري. وتعبث فيه
أنام وفي العين ثقب كبير
فأوهم نفسي بأني أنام
وأصحو وفي القلب خوف عميق
فأمضغ في الصمت بعض الكلام
أقول لنفسي كلاما كثيرا
وأسمع نفسي.
وألمح في الليل شيئا مخيفا
يطوف برأسي
ويخنق صوتي.
ويسقط في الصمت كل الكلام
فلا تسأموني
إذا جاء صوتي كنهر الدموع
فما زلت أنثر في الليل وحدي
بقايا الشموع
إذا لاح ضوء مضيت إليه
فيجري بعيدا. ويهرب مني
وأسقط في الأرض أغفو قليلا
وأرفع رأسي. وأفتح عيني
فيبدو مع الأفق ضوء بعيد
فأجري إليه.
وما زلت اجري. و أجري. وأجري.
حزين غنائي
ولكن حلمي عنيد. عنيد
فما زلت أعرف ماذا أريد
ما زلت أعرف ماذا أريد
******************************
قلب شاعر
ونظل تحملنا السنين
يوما إلى الأحزان تأخذنا
وآخر للحنين.
يا رب كيف خلقتنا
الحب درب البائسين
قد نستريح من العذاب
قد ندفن الأحزان في لحن يردده الهوى
أو نظرة تنساب في ذكرى. عتاب
أو دمعة نبكي بها حلم الشباب
يا رب.
ما عاد طيف الحب يحملنا
إلى همس المشاعر
فالحب أصبح سلعة
كالخبز. كالفستان أو مثل السجائر!
أما أنا.
فقد كنت أحمل في حنايا الروح
يوما. قلب شاعر
الحب عندي كان أجمل ما يقال
والشعر في عمري تلاشى. كالظلال
وغدوت مثل الناس أحمل كل شيء.الحب عندي. و الصداقة. و الوفاء.
كالخبز. كالفستان كالأضياف في وقت المساء
ونسيت أني كنت يوما
أحمل الخفقات في قلب كبير
وبأن حبي كان في الأعماق
كالطفل الصغير
ووجدت نفسي أنتهي.
وغدت حياتي كالضباب
أسير فيها. كالغريب
ونسيت أني كنت يوما شاعرا
وبأن حبي كان في الأعماق بحرا ثائرا
وبأنني أصبحت ذا قلب عجوز
لا شيء عندي
غير ذكرى. أو حكايات قديمة
أو همسة مرت مع الأيام
أو شكوى. عقيمة
أو دمعة تهتز في عيني
و يخفيها نداء. الكبرياء
أو بسمة كانت تحلق
في حياتي. كالضياء
ماذا أقول و أنت يا قلبي تموت
عد للحياة
يكفيك في الدنيا صفاء الروح أو همس المشاعر
لا تنس يا قلبي بأنك ذات يوم كنت. شاعر
******************
لقاء غرباء
علمتني الأشواقَ منذ لقائنا
فرأيتُ في عينيكِ أحلامَ العُمر
وشدوتُ لحناً في الوفاءِ. لعله
ما زال يؤنسني بأيامِ السهر
وغرستُ حُبكِ في الفؤادِ وكلما
مضت السنينُ أراهُ دوماً. يزدهر
وأمامَ بيتكِ قد وضعتُ حقائبي
يوماً ودعتُ المتاعبَ والسفر
وغفرتُ للأيامِ كُلَّ خطيئةٍ
وغفرتُ للدنيا. وسامحتُ البشر
علمتني الأشواقَ كيف أعيشُها
وعرفتُ كيف تهزني أشواقي
كم داعبت عينايَ كل دقيقةٍ
أطياف عمرٍ باسمِ الإشراقِ
كم شدني شوق إليكِ لعله
ما زال يحرق بالأسى أعماقي
أو نلتقي بعد الوفاءِ. كأننا
غرباءُ لم نحفظ عهوداً بيننا
يا من وهبتُكِ كل شيء إنني
ما زلتُ بالعهد المقدسِ. مؤمنا
فإذا انتهت أيامُنا فتذكري
أن الذي يهواكِ في الدنيا. أنا
**********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق